أحيت الرابطة المارونية عشاءها السنوي في صالة السفراء في كازينو لبنان، في حضور ممثل رئيس الجمهورية وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ممثل رئيس مجلس النواب النائب ياسين جابر، ممثل رئيس مجلس الوزراء الوزير جان أوغاسبيان، ممثل البطريرك الماروني المطران بولس مطر، الرئيس ميشال سليمان، ممثل الرئيس أمين الجميل ورئيس حزب الكتائب الامين العام للحزب رفيق غانم، الوزراء غسان حاصباني وسيزار أبي خليل وبيار بو عاصي، ممثل وزير الدولة لمكافحة الفساد نقولا ابراهيم، ممثلة وزير الاعلام مستشارته كارين جعجع، ممثلة السفير الاوسترالي القائمة بالاعمال السيدة جيما هاغنز، ممثل السفير البابوي المونسنيور إيفان سانتو، ممثل السفير الفرنسي زاهر أبي راشد، النواب نعمة الله ابي نصر وناجي غاريوس وأمل أبو زيد، رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان، رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر، ممثل قائد الجيش العميد مروان فاضل، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، نقيب المحامين أنطونيو الهاشم، ممثل نقيب الصحافة نائب النقيب جورج صولاج، نقيب المحررين الياس عون، ممثل المدير العام للامن العام العميد الركن وليد عون.
حضر أيضا مدعي عام التمييز سمير حمود، القاضي فوزي خميس، المدير العام للمؤسسة العامة للاسكان روني لحود، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة افرام، رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام، رئيس الرابطة المارونية أنطوان قليموس وأعضاء المجلس التنفيذي، رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، مدير عام تلفزيون لبنان طلال المقدسي، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” السيدة لور سليمان صعب، المستشارون في القصر الجمهوري رفيق شلالا وجان عزيز وحبيب افرام، نقيب المقاولين مارون الحلو، رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب، رئيس جامعة الروح القدس جورج حبيقة، رئيس جامعة سيدة اللويزة وليد موسى، رئيس الجامعة اللبنانية الاميركية جوزيف جبرا، أمين عام المدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار، رئيس مجلس ادارة الصندوق التعاضدي الصحي الاجتماعي الاب جورج صقر، رئيس مؤسسة “لابورا” الاب طوني خضره، السيد سركيس سركيس، المطارنة منير خيرالله وحنا رحمه ومروان تابت وسمعان عطاالله، إضافة الى عدد من رؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات الاجتماعية وأعضاء الرابطة.
بعد النشيد الوطني ونشيد الرابطة المارونية كان لباسيل كلمة قال فيها: “اعود من زيارتين الى عاصمتين كبيرتين في العالم، الاولى كانت الى عاصمة الكثلكة حيث انشأ الموارنة اول مدرسة خرجت البطاركة والأساقفة وأسست للنهضة العربية. ووضع الموارنة الحجر الاساس لبناء وطن سيد ومستقل وحر، ووطن اللقاء المسيحي والإسلامي، وإئتمنوا، ولا زالوا، على وطن الرسالة الذي ميزته وفرادته في انسانه، ومسؤوليتنا اليوم الحفاظ عليه. اما زيارتي الثانية فكانت الى العاصمة الاميركية واشنطن التي نتشارك معها بالكثير من القيم والحرية والدفاع عنها وحقوق الانسان والمبادرة الفردية الوثابة والخلاقة”.
أضاف: “لدينا اليوم انتظارات كبيرة ويفترض بنا ان نقوم بقراءة هادئة ومتأنية لما يحصل كي لا نكرر اخطاء الماضي، لا ان نقوم برهانات خاطئة ونذهب باعتقادنا الى ما هو ابعد مما في استطاعتنا الحصول عليه وان نعطيه، لاننا اولاد تجربة اخطأنا فيها ايضا بالذهاب بعيدا من خلال رهانات مماثلة، وفي الوقت ذاته في التخلي عن ذاتنا وعدم قراءة التطورات وقبولنا “بذمية” معينة ارتضاها البعض ان كان في لبنان او في المنطقة. نحن اليوم امام حدين ولدينا المسؤولية في ممارستهما، اولا في رفضنا “للاسلاموفوبيا” وكل ما يرافقها من عنصرية وتطرف لا يشبهنا، وعكس وجودنا واعتدالنا الديني الذي تعيشه ونمارسه. من جهة اخرى لدينا فرصة لاستعادة حريتنا وذاتنا ووجودنا من خلال المحافظة على حريتنا ودورنا. نحن اليوم مدعوون الى التطلع الى الماضي لنتعلم منه، والنظر بأمل كبير الى المستقبل الذي نراه واعدا في حال احسنا إدراته من الان، واحسنا قراءة كل التطورات الحاصلة. ما يجمعنا في هذا الوطن هو ابعد من وحدة اللغة والأرض والانتماء اليها، انها ارادة العيش معا. هذه الإرادة ترجمتها الوحيدة اليوم تكون في السياسة وليس في الأمنيات والمشاعر الطيبة التي نحملها لبعضنا البعض. هذا الامر أساسي ولكنه لا يكفي، الترجمة الفعلية تكون من خلال قانون الانتخاب الذي يجمعنا في المشاركة الفعلية في إدارة البلاد ويعطينا الأدوار المتكافئة تحت عنوان الرسالة التي يحملها لبنان”.
وتابع: “قانون الانتخاب في طبيعته في هذه المرحلة التي نمر بها، لا يمكن ان يكون خارجا عن الواقع ولا يمكنه ان يبقى في الماضي الطائفي الذي يزداد ويتعمق في لبنان، ولا يمكن ايضا ان يتنكر لامنياتنا وأمنيات شبابنا الذين يريدون مستقبلا مختلفا، وفكرهم ابعد من الطائفية. هذا الواقع الذي نحن فيه يحتم علينا ان يكون هناك انتقال مطمئن لكل مكونات هذا البلد، انتقال من الطائفية الى العلمنة تواكبه كل المكونات وتشارك فيه. لانه اذا ذهبنا وحدنا بإتجاه العلمنة وبقيت جماعتنا خلفنا نكون بذلك لا نقدم لها شيئا. واذا بقينا اسرى لتطرف او غرائز البعض، يعني ذلك اننا لم نأخذنا “ناسنا” الى حيث يجب ان يذهبوا. بإختصار نحن نرى انه يجب ان يكون قانونا انتخابيا يجمع ما بين الحاضر والمستقبل، ويخرج من الطائفية الى العلمنة التي نطمح اليها، ويحقق التمثيل الفعلي لكل مكون بشكله الحقيقي والفعلي ومن دون تزوير. اعتقد ان اليوم هو الوقت الانسب لنا جميعا من خلال طمأنة بعضنا البعض من دون الاستقواء على بعضنا لا من خلال عوامل داخلية او خارجية لاننا في مرحلة استعادة الثقة والميثاقية والقوة في البلاد. ولا اقصد هنا القوة المتعالية والتي حملها البعض في الماضي، انما اعني القوة الناعمة التي هي قوة المعرفة والتلاقي التي تخرجنا. من الصورة المتناقضة في لبنان، بين بلد الثقافة والإقطاع، التعدد والتفرد، بلد الهجرة وموطن المهجرين”.
اضاف:” ان جوهر حفاظنا على لبنان هو وجودنا الحر، وعلينا الحفاظ على القيم المسيحية التي أولها المحبة وأعظمها الإيمان وأهمها الرجاء، ويبقى ايماننا بوطننا ورسالتنا ونترجى الأفضل دائما. نحن في لحظة علينا ان نتضامن جميعنا مع بعضنا البعض، مسلمين ومسيحيين، نحن نسعى الى ربط اللبنانيين في الداخل مع بعضهم البعض من جهة، ومن جهة اخرى بدول الاغتراب. هويتنا مهددة بالفناء اذا لم نحافظ عليها وعلى خصوصيتنا من خلال انفتاحنا، وعلى ذاتنا من خلال تعددنا، وعلى مناصرتنا من خلال عيشنا المشترك”.
وختم باسيل: “انه الوقت الحقيقي لنقول فيه لكل اللبنانيين الى اي مدى نحن ضنينون بلبنان وفيهم، ومهما واجهنا ما إغراءات وترهيب، وحكما سوف نتعرض لهما من الأصدقاء والخصوم، لكننا لن نتخلى عن بعضنا البعض لا كمسيحيين ولا كمسيحيين ومسلمين لانه في النهاية ليس لدينا الا بعضنا البعض وهذه ضمانتنا الحقيقية وحمايتنا”.
قليموس
بدوره قال قليموس: “نجتمع اليوم بظل رعاية كريمة من فخامة رئيس البلاد الممثل بيننا بالوزير الصديق جبران باسيل، في مطلع عهد لم يخطو حتى الساعة خطواته الثابتة المؤملة.
نجتمع اليوم لتجسيد تفاعلكم مع الرابطة المارونية التي ما برحت منذ نشأتها تسعى الى تثبيت قيم الجمهورية اللبنانية المركوزة في الحرية والديموقراطية والاحتضان الرحب للديانات السماوية والحضارات في تفاعلها الايجابي الرامي الى إبراز وجه الوطن – الرسالة الذي لا ينهض إلا باتحاد أبنائه لتعزيز الحياة المشتركة في ما بينهم، حياة لا تقوم ولا تستمر إلا بالشراكة الكاملة غير المنقوصة”.
أضاف: “حرصت الرابطة المارونية منذ نشأتها وما زالت على مواكبة كل المحطات والاستحقاقات التي مر بها الوطن ولم تغب عنها يوما وكانت صوتا صارخا في دعوتها الى الوحدة ولم يسجل عليها انحياز أو انقياد لهوى بل سجّل لها دورها الجامع الذي يتجاوز الاصطفافات الضيقة وهي مستمرة في تحركها هذا تحت سقف العناوين التي تشكل القاسم المشترك بين الموارنة وهي عناوين تطاول وجودهم الحر، الفاعل والمتفاعل مع الشركاء في الوطن والولاء له دون سواه. فأساس الولاء أن توالي وطنك، وبداية الوفاء أن تفي بقومك وشرط وجودك بين الناس، أن توجد في ذاتك، أما أن تساوم على وطنك وتتاجر بقومك، وترهن نفسك فذلك سقوط من الشخصانية والمواطنية يستتبع سقوطا حتميا من القومية والانسانية”.
وتابع: “من ثوابت الرابطة المارونية، إيمانها بلبنان وطنا خالدا، واحدا موحدا، حرا مستقلا سيدا، يرفض التبعية، يأبى الوصاية، يقاوم مشاريع الضم ومخططات السلخ يكابر محاولات الهيمنة والتسلط من أين أتت وأيا كان الطامع والمعتدي. كما أن من ثوابتها الراسخة أيضا أن تحدد الدولة بكامل حريتها ومطلق ارادتها، علاقاتها الخارجية، وأن تنبع قراراتها المصيرية من الاعتبارات الوطنية الصرف وبوحي مصالح لبنان العليا، وأن تقيس موقفها من أي قضية بمقياس مردودها للوطن ونوعية انعكاساتها عليه، فلا مسايرة في المبدأ وعلى الجوهر لا مساومة. كما أن من ثوابت وهواجس الرابطة المارونية في آن، المحافظة على التنوع الحضاري في الشرق مهد الحضارات وتحديدا الحضارة المسيحية المشرقية”.
ورأى ان “المسيحيين في الشرق يتعرضون لخطر الحذف والالغاء من خرائط دوله، حتى أن فلسطين الارض التي ولد فيها المسيح وعاش وصلب ومات وبعث حيا تكاد تخلو منهم وقد يكون لبنان هو الحصن الاخير للوجود المسيحي الحر في هذه المنطقة من العالم. من منطلق هذه الثوابت، وعشية انعقاد القمة العربية نناشد فخامة الرئيس العماد عون من خلالكم وهو الرئيس المسيحي الوحيد في جامعة الدول العربية أن يحمل هذا الهم المقلق وأن يسعى بالتعاون مع المرجعيات الاسلامية المتنورة والدول العربية الواعية لهذا الخطر والمدرك لأبعاده لوضع خطة لوقف هذا النزف الحاد الذي يصيبهم حفاظا على هوية هذا الشرق ومنعا لسقوطه في براثن الاحادية الظلامية والظلاميين”.
ولفت الى “الداخل اللبناني والهموم التي لا تفارق اللبنانيين”، وقال: “بدءا من مواجهة تداعيات النزوح السوري وفساد وهدر وتلوث ونفايات وبنية تحية متهالكة من ماء وكهرباء وطرقات ونقل عام ودين عام وصولا الى تخبط يشابه العجز عن انتاج قانون جديد للانتخابات وإنجاز مشروع موازنة بعد طول إنتظار يأخذ بعين الاعتبار الاصلاحات الموعودة، أمام هذا الواقع غير المؤمل للبنانيين وتحديدا الشباب منهم تنظر الرابطة الى سيد العهد وتدعوه الى تلقف نداء اللبنانيين الذي يجري في عروقه قبل تبوئه سدة الرئاسة وبالتالي السعي الى انتاج قانون للانتخابات النيابية يتيح للبنانيين من خلاله انتاج سلطة تعكس توجهاتهم وآمالهم في المستقبل، ونحن في الرابطة المارونية وضعنا مشروعا بمعايير وطنية علمية عابرة للطوائف والمصالح نرجو أن يلقى ما يستحق من اهتمام لأنه يستوفي الشروط المؤدية الى الهدف المنشود”.
ودعا “العهد الجديد للبدء بحملة القضاء على الفساد التي لن تنتهي فصولا بين ليلة وضحاها وبالتالي محاسبة المرتكبين وتكريس الشفافية وضخ ادارات الدولة بدم جديد يسهم في نهضتها، مما يعطي الامل للشباب في لبنان وبلاد الاغتراب بغد جديد. في ظل الانظمة الديموقراطية الحقيقية يخضع العاملون في الحقل العام للحساب السياسي على درجات، أقلها اولا أمام قواعد الحزب الذي يعمل هؤلاء من خلاله، ثانيا أمام الرأي العام من خلال وسائل الاعلام كما من خلال الاحتكاك المباشر مع الجماهير، وثالثا أمام الناخبين كلما حل استحقاق الانتخابات للمجالس التمثيلية. هذه المحاور للمحاسبة الديموقراطية ما كانت يوما مكتملة الفعالية في لبنان، اللهم إلا في الصحافة، وجاءت الازمة الوطنية الكبرى، بما رافقها من ظروف وما أفرزت من معطيات، لتعطل بعضها وتوهن بعضها الآخر. وها نحن اليوم في جو التحضير للانتخابات النيابية الموعودة، عل الشعب اللبناني يحسن الاختيار والمحاسبة والقرار”.
وختم: “دعوتنا الى المواطنة أصيلة وملحة، تهيب بكل مخلص أن يرفض الطائفية لانها عبودية ولان حقا واحدا يريده لبنان ويدعيه ويصر عليه وهو الحرية ونحن نفتديه بدمائنا وأرماق اطفالنا، فخير لنا الف مرة أن نستشهد على رأس حربة من أن نسلِّم للغير أعناقنا، وللقيد معاصمنا ولو نيرا من ذهب أو قيدا من حرير. قدرنا أن نخلق أحرارا ونحيا أحرارا ونموت أحرارا، فيا شعبنا حريتك معرفة والمعرفة إيمان والإيمان محبة. فالنصر موعدك، وموعدك الحياة لأنك تعرف تؤمن وتحب”.
جرجس
وكان عريف الاحتفال فادي جرجس اعتبر في كلمته ان “الرابطة المارونية مرادفة لوحدة الموارنة تجمع بينهم وحدة مصير لأنهم يواجهون تحديات تعادل وجودهم، وحضورهم، وتطاول منابتهم وجذورهم. وحدتهم هي المدماك الرئيس في عمارة الوحدة الوطنية التي تضم المواطنين جميعا مسيحيين ومسلمين تحت سقف الولاء للبنان. وهي بالمرصاد لكل من يريد إحداث خلل في بنية الدولة وإدارتها، وطغيان فريق على فريق، فالتوازن الوطني في قاموسها، هو شرط رئيسي لقيام دولة القانون والمؤسسات”.
وتخلل العشاء عرض فيلم وثائقي عن الرابطة المارونية من اعداد الاعلامي فيليب أبي زيد ومعزوفات وأغان قدمتها جوقة المدرسة اللبنانية للضرير والاصم.