برعاية وحضور البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، نظمت الرابطة المارونية وجمعية حصرون للتنمية المستدامة ندوة حول “أعلام دينية طبعوا أثرهم في الكنيسة المارونية “، في فيلا شمعون ببلدة حصرون، شارك فيها النائب البطريركي العام على الجبة واهدن زغرتا المطران جوزيف النفاع، الزائر الرسولي على أوروبا المطران مارون ناصر الجميل، رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم وأعضاء المجلس التنفيذي للرابطة المهندسة جهينة منيّر هيكل، البروفسور أنطونيوس نجيم والمحامي كريم طربيه،رئيس مكتب الشبيبة في الدائرة البطريركية الخوري الدكتور جورج يرق ،القاضي الخوري أنطونيوس جبارة خادم رعية حصرون وجاك ومرعب رشيد مرعب.
وحضر الندوة :ريتا باسيل ممثلة وزيرالشؤون الاجتماعية هكتور حجار، النائب السابق جوزيف اسحق، قائمقام بشري ربى الشفشق، رئيس بلدية حصرون المهندس جيرار السمعاني وعقيلته السيدة رنا طوق السمعاني، طوني الحصري ممثل الرابطة المارونية في أميركا، رئيس لجنة الاعلام المركزية في المرشدية العامة للسجون في لبنان الصحافي جوزيف محفوض، نائب رئيس بلدية حصرون المحامي تيودور متى وعقيلته المحامية فاديا عبيد واعضاء المجلس البلدي والمخاتير وحشد من اهل الثقافة والعلم وأبناء البلدة المقيمين والمغتربين.
البداية مع النشيد الوطني ونشيد الرابطة المارونية، ثم كلمة ترحيب وتعريف لمديرة الندوة الدكتورة سندريلا ابو فياض تحدثت فيها عن مآثر العلامة السمعاني ونبوغه.
السفير كرم
والقى رئيس الرابطة السفير خليل كرم كلمة حيّا فيها البطريرك الراعي والحضور، وقال: “من حصرون البلدة العريقة في جبة بشري تتراءى أمامنا صورة العلامة يوسف السمعاني الذي ينطبق عليه توصيف عالم كماروني لما ينطوي عليه من صفات وتكتنزه من إيمان معطوف على المعرفة والعلم .ان سيرة السمعاني تحتاج الى مجلدات للإحاطة بها وبالدور الذي اطلع به ملف تخرجه من مدرسة روما المارونية الى خين وفاته فالسمعاني كان في طليعة من أرسى جسر التواصل بين الشرق والغرب واحداث تلاقح بينهما من خارج جدلية الصراع الإسلامي المسيحي الذي حجب طويلا حقيقة ان ثمة الكثير من نقاط الالتقاء بين الديانتين حول قيم جامعة”.
واضاف :”نستعيد معا صورة السمعاني النصر الذي انطلق من حصرون باسطا جناحيه إلى عاصمة الكثلكة، حيث أفرد لنفسه مكانا ومكانة إلى جانب البابوات السعيدي الذكر الذين وثقوا به وائتمنوه على مكتبة الفاتيكان ومحفوظاتها، وعهدوا اليه مهمات ديبلوماسية وكنسية على درجة عالية من الخطورة فهو حفر عميقا في ذاكرتنا المارونية وفي صدارة تاريخ طائفتنا لكونه من الرعاة الأوفياء والبناة المهرة، وأرزة دهرية إمتدت وارفة لتحتضن في رحابها عناق الشرق والغرب على أرض الأخاء الانساني، مهما قست الاحوال وتكاثرت قوات الجحيم وامتدت النيران.
وختم : “كم أحوجنا اليوم إلى سماعنة يجددون عهد الاصالة والانفتاح”.
حكيم
ثم عرض رئيس جمعية حصرون للتنمية المستدامة المهندس جان مارك حكيم للاعمال الخيرية للجمعية ومساعدتها الاجتماعية ودورها الاجتماعي. وقال:”أردنا هذه الندوة الثقافية تذكيرا وتكريما لأعمال ورسالة أبناء بلدة حصرون من على كتف هذا الوادي المقدس، وتأثيرهم الثقافي والعلمي والإداري على الحياة اليومية لأهلنا في لبنان والشرق والعالم وقيمتهم الاساسية في تأسيس و بناء كنيستنا.
لقد قاوموا القساوة بالكلمة والعلم والمعرفة والترجمة والعطاء والمحبة حتى انتصرت اللغة الأنسانية”.
مداخلة المطران الجميل
بعدها كانت مداخلة المطران مارون ناصر الجميل عرض في مستهلها بعض المجلدات القيمة للسمعاني وقال:
كلّ التحيَّة أوجِّهها الليلة لمنظِّمي هذه الندوة، ولكم جميعًا الحضور الكرام. ورحم الله كلَّ من تعب وشقي حفاظًا على الهويَّة والتراث من أبناء هذه البلدة العريقة.
حصرون البلدة اللبنانيَّة العريقة يستصرخها ماضيها الثقافي بامتياز، لتستعيد دورها الطليعي. وعاد لنشأة المدرسة المارونيَّة في روما، بين العام 1581 و1760 حين استقبلت 25تلميذًا من عائلات حصرون.أوَّلهم 4 تلامذة، منذ الانطلاقة الأولى، أواخر السادس عشر،دفعة واحدة، وهم: يعقوب سمعان، وأنطونيوس فرنسيس، ويوحنَّا بن يعقوب فهد المعروف بـLéopardus،الذي دخل إلى الرهبنة الدومنيكانيَّة، وصار أسقفًا مارونيًّا سنة 1603، وتلميذ يُدعى نعمة. وصلوا سنة 1581. أمَّا التلميذ الأخير اذي دخل إلى مدرسة روما، فهو:يوحنَّا عوَّاد، الذي وصل سنة 1760. وبين الحقبتين لائحة تضمّ مجموعة: من آل عسكر، وفتيان، وجبرايل، ويعقوب، والحوراني، وإيليَّا، ومنَّاع، أو من آل الحصروني متى تعذَّر معرفة اسم العائلة. وتضم اللائحة أيضًا ستة من آل السمعاني،موضوع محاضرتي الليلة،ومثلهم من آل عوَّاد،وواحد سمعاني وعوَّاد في الوقت عينه.
وتابع :سأحصر مداخلتي بآل السمعاني المعنيِّين بدراستي هذه الليلة. وهم، بحسب التسلسل الزمني:
أ – نعمة بن بربور السمعاني المعروف
Gratia SIMONIO (دخل 1653). عم السمعاني الكبير.
.
ب–المطران الياس السمعاني (دخل سنة 1685).
ج–المطران يوسف شمعون السمعاني
،ASSEMANUS أو ASSEMANI(دخل 1696-1768).
د – يوسف لويس السمعاني (1710-1782).
ه–المطران اسطفان عوَّاد السمعاني
و–الخوري سمعان السمعاني (+1821).
ز–الخوري أنطوان السمعاني (1746- بعد 1820).
لن أستعيد سيرة حياتهم التي استفضتُ بكتابتها، مفصَّلةً، في كتاب “المبادلات الثقافيَّة بين الموارنة وأوروبَّا”، منذ أربعين سنة بالتمام”.
المطران النفاع
المطران جوزيف النفاع تحدث عن روح المدرسة المارونية وفلسفتها وقال : “المدرسة المارونية كما رأينا من سنة ١٥٤٨ ، تم تأسيسها تحت ظل إضطهاد قاسٍ ولم تتأسس في زمن الرخاء إنما بالوجع سيدنا وان تأسيسها تم بتثقيف الاكليروس الماروني كي يثبتوا المسيحيين في أرضهم . ويجب أن نقف إلى جانبهم بتثقيف الاكليروس لننهض بهذه الأمة لذلك كانت الكنيسة المارونية هي الكنيسة الاولى في روما وأسس بعدها مدارس شرقية لاجل البلدان الاخرى . وعلينا ان نجمع قوانا لنطلق المدرسة المارونية في الالفية الثالثة وتستمر وتسترد لنا لبنان الذي نحلم به”.
نجيم
بعد ذلك كانت مداخلة البروفسور طانيوس نجيم بعنوان “السمعاني والبرهان الإلهي” . وقال:استحضرت براهين السمعاني ومعالجته مسألة العقل والإيمان وإشكالية الأصالة والحداثة.
وختم:عسى أن يحفزنا مثال العلامة السمعاني وتطويب كبير بطاركتنا مار اسطفان الدويهي، على ترسيخ إيماننا بالله وتعزيز رجائنا باستعادة لبنانإشراقه فتنهض إلى تحقيق رسالتنا الدهرية في إغناء بيئتنا والعالم بأسره بالمؤمنين والملافئة والقديسين!
خليل
من ثم كانت مداخلة للدكتور روني خليل قال فيها :. نجتمع الليلة في رحاب بلدة الفكر والوطنية والرجالات العظام…
فخر لي أن أتحدث عن علامة قل نظيره، فبات علامة فارقة في تاريخ كنيستنا، ومهما تحدثنا عنه يبقى القليل، ولن تستطيع ايفاءه حقه. ومن اجدى به أن يكون عالمًا كالماروني، فصفة العلامة التصقت به وسبقت كل المراتب التي تولاها والرتب التي استحقها.
وتحدث بشكل مفصل عن المجمع اللبناني وختم: نهج بكركي وسيدها منذ قرون من الزمن، حتى يومنا هذا تأكيد واضح على ديمومة كيان لبنان .
الخوري جبارة
بعدها تحدث الخوري القاضي أنطونيوس جبارة عن أثر الخورسقف عبدالله السمعاني المتحدر من سلالة السماعنة الاوائل ناهل المعرفة وناشرها في رعية حصرون وقال: لا بد من التوقف عند مزايا شخصيته حتى نفهم قيمة الوقت الذي كرسه في خدمة بلدته حصرون فالرعية كانت أشبه بدير للرهبان والجميع ملتزم بالصلوات صباحاًومساءً وساحة الكنيسة في حصرون أصبحت محطة ثابتة لكافة المؤمنين الذين يتجمّعون قبل الصلاة والقداس .فشخصية الاب عبدالله هي نادرة في عالم اليوم حيث حفر .ونحن نكمل ما بدأه نحاول تثمين الوزنات التي منحنا اياها الله لقد أسسنا ذاكرة حصرون وهي كناية عن مجموعة من المهتمين هدفنا البحث عن تاريخ البلدة وجعله حاضراً .
يرق
من ثمّ كانت كلمة مقتضبة للخوري جورج يرق الذي عدد الانجازات التي قام بها السمعاني مؤكدا ان اسم الموارنة يعود للبطريرك يوحنا مارون واشار الى الجهد الذي قام به الكاتب جاك السيّد والناقل مرعب مرعب لتحقيق الكتابين اللذين نشرا بعد ان دققهما “صفحات من تاريخ حصرون” و”سنكسارحصرون١٩٣٨.” املا ان تستكمل كافة التحقيقات لاصدارات لاحقة تغني مكاتبنا وتسلط الضوء على تراثنا العريق.
الناقل مرعب اشار الى غنى مضمون كتاب السنكسار1938 الروحي بالصلوات معتبرا انه جوهرة دينية تلريخية متمنيا ان يكون في كل بيت حصروني.
اما الكاتب جاك السيد فقال: اجمل انواع الكتابة هي التي تعيد صياغة التاريخ وتقدمه للاجيال القادمة بصورة جديدة ،. وكتاب صفحات من تاريخ حصرون، هو الوفاء للوردة الحمرا، التي لقّبها الشاعر الفرنسي لامارتين، ب”وردة الجبل”. ومن هنا يجب علينا ان نحافظ على إرث أجدادنا، الذين جعلوها وردة الجبل، كي لا تذبل.
الراعي
وفي الختام تحدث البطريرك الراعي وقال: أنا لم أحضر لقاء مثل هذا اللقاء ، أولاً أشكر الرابطة المارونية وجمعية حصرون للتنميةالمستدامة وأشكر جميع المحاضرين الذين أغنونا بمحاضراتهم وأتمنى أن يكون هذا اللقاء للشبيبة الدارسين والجامعيين كي يعرفوا أنّ حصرون أعطت كنسياًّ أربعة بطاركة وسبعة عشرة مطراناً وكهنة ورهبان وراهبات لا يحصوا ولا يُعدّوا .
حصرون الفكر، حصرون الثقافة ، حصرون الفكر، ويا ليت أجيالنا الجديدة تحضر مثل هذا اللقاء. لان هذا اللقاء سيعيشوه اليوم، وبالنسبة للاكليروس اليوم الذين يحضرون لشهادة الدكتوراه يختارون مواضيع غريبة عجيبة في الوقت الذي يجب عليهم أن يأخذوا مواضيع من تراثناالماروني والاتكال بهذا الموضوع على سيدنا مارون ناصر في توجيههم على الدراسات العلمية للتراث الماروني لانه تراث عظيم كما رأيتم . تراث عظيم لا تملكه أية كنيسة ولا أية بلدة أخرى لان إلهنا زرع في هذه الأرض المواهب الفريدة . المجمع اللبناني منذ ١٧٣٦ لا يزال حتى يومنا هذا ساري المفعول . البارحة صدرت قوانين جديدة لكنها لا تلغيه ودائماً نرجع اليه وهذا كان عمل السمعاني الكبير وهذا العمل الذي كان يقوم به كان من خلالالله الذي أعطانا هذه الشخصيات لحصرون ولكل لبنان .
في الحقيقة ، عندما كنت أسمع كل محاضرٍ كان لدي فحص ضمير كيف كنت مقصرّاً لمعرفة هذا الكنز الثمين ولكن على الشبيبة والمدنيين والكهنة التعرّف على هذا الكنز .
إنّي أهنئكم يا حضرة الكاهن على المتحف الذي أقمتموه باسم المونسنيور عبد الله الذي سيكون فيه كل هذا التراث العظيم.
وختم في النهاية، أقول شكراً للمنظمين والحاضرين وشكراً لكل واحد فرداً فرداً منكم وشكراً لكل ما سمعناه وللطاقة الذي خلقها الله فينا وشكراًخاصة لحصرون ، هذه البلدة الغنية بتاريخها العظيم “.
ثم اقيمت مأدبة على شرف البطريرك والمشاركين.