منح السفير الفرنسي برونو فوشيه باسم الجمهورية الفرنسية ألامين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور معين حمزة وسام جوقة الشرف من رتبة فارس في حفل اقيم مساء أمس في قصر الصنوبر حضرته السيدة رندة بري ممثلة رئيس مجلس النواب نبيه بري، الوزير غطاس خوري ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وزير الزراعة غازي زعيتر، وزير الصناعة حسين الحاج حسن، وزير التنمية الإدارية عناية عزالدين، العميد وليد البرخش ممثلا وزير الدفاع يعقوب الصراف، النائب ميشال موسى، الوزيران السابقان محمد المشنوق وابراهيم نجار، المدير العام وزارة التربية فادي يرق، ، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، رئيس مجلس الإنماء والأعمار نبيل الجسر، رئيس المجلس الوطني للبحوث العلمية البروفسور جورج طعمة، رئيسة المعهد المالي لما مبيض، رئيس الجامعة اليسوعية البروفسور سليم دكاش، مدير الوكالة الجامعية الفرنكوفونية في لبنان والشرق الأوسط ايرفيه سابوران، السيدة منى الهراوي، الأستاذ محمود بري، السفير خليل كرم، الدكتورة فاديا كيوان، زوجة المكرم وفاء وابنتاه يارا ونورا وحشد من الشخصيات الإجتماعية والأكاديمية والتربوية.
السفير فوشيه
والقى السفير فوشيه كلمة جاء فيها: “يسرني أن أرحب بك اليوم في قصر الصنوبر وان اقلدك وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط تقديرا من الجمهورية الفرنسية لمزاياك الكثيرة. فالجمهورية الفرنسية تشيد برجل كرس حياته لبلده وللعلم. رجل مقتنع بأن البحث العلمي هو قضية أساسية وهو لبنة أساسية لبناء المستقبل”.
وقال: “لسنوات عدة، لم تتوقف عن العمل على تعزيز الأخلاق الإنسانية. وقد تجلى ذلك في أبحاثك، في تعليمك وفي التزاماتك المؤسساتية. وأحيي، شغفك لخدمة الدولة. لقد وضعت أبحاثا علمية رفيعة في خدمة لبنان ومؤسساته والعلاقة الفرنسية اللبنانية، فخدمة الدولة ليست كلمة فارغة بالنسبة لنا نحن المتعلقون بلبنان والذين نعمل من أجل التعاون العلمي في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وخاصة بين لبنان وفرنسا”.
وقدم نبذة عن المكرم وقال: “تم تعيينه عام 1985 عميدا مؤسسا لكلية الهندسة الزراعية في الجامعة اللبنانية، وهو منصب احتفظ به حتى عام 1997، فكرس اثني عشر عاما للطلاب وكانت لديه قناعة بأن للجيل الجديد دورا يلعبه في إعادة بناء البحث العلمي على نطاق واسع لبنان، واوكلت اليه مهمة العمل من أجل تشكيل نخبة جديدة، قادرة على إعادة بناء البلاد وإرساء الأسس لمستقبل ينعم بالسلام. ولقد جعل من تنقل الطلاب اولويته، فأتيح لأكثر من 250 طالبا الفرصة الأقامة في فرنسا لإجراء الأبحاث. كما اتيح لهم تعزيز الروابط بين بلدينا واغنائها بمساهماتهم والاستفادة من أفضل ما يمكن ان تقدمه المؤسسات الفرنسية”.
وقال: “تابع مسيرته المهنية في معهد البحوث الزراعية في لبنان حيث تولى من العام 1990 إلى العام 1998 منصب الرئيس. ونجح في تجديد محطات الأبحاث التي تضررت بشدة خلال الحرب. كما عمل على توطيد الإمكانات العلمية والتقنية للمعهد من خلال البدء بمشاريع التعاون مع مختلف المنظمات الدولية. في عام 1996، تمكن من انشاء برنامج الرئيسي للتعاون العلمي وهو برنامج CEDAR الذي يشكل نموذجا للتعاون بين الدولة الفرنسية والدولة اللبنانية. وهذه الشراكة اليوم هي مصدر اعتزاز للبنان كما لفرنسا. في عام 1998، أصبح الأمين العام لمجلس البحوث العلمية فنال عام 2013 جائزة البنك الإسلامي للتنمية في العلوم والتكنولوجيا، مكافأة لمساهمته العلمية والتكنولوجية المتميزة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد. ولا يزال هدفه العمل من أجل الصالح العام للبنانيين، من أجل المستقبل والسلام”.
اضاف: “إن وعيه بمتطلبات المستقبل يتضح تماما من خلال الشراكات التي اقامها، وبرامج المنح المخصصة للبحوث من خلال التمويل المشترك لمنح الدكتوراه أو وحدات البحوث المرتبطة بها في المجلس مع أكبر الجامعات اللبنانية. ولقد بنى نموذجا مثاليا يرتكز على البحث التعاوني بين المؤسسات العامة والجامعات الخاصة والعامة على المستوى الوطني. يشكل نقل المعرفة والمسؤوليات العلمية للجيل الجديد شرطا ضروريا للتقدم ولا يتم ذلك من دون الأخلاقيات التي دافع عنها دائما. وقد توج هذا الإلتزام في عام 2016 بشرعة المبادىء الأخلاقية للبحوث العلمية في لبنان الذي وضعه بدعم من اليونسكو والسفارة الفرنسية في لبنان. وقد اعتمدت هذه الشرعة من قبل جميع المؤسسات الرئيسية في لبنان، وهي الآن جزء لا يتجزأ من جميع برامج البحوث العلمية في لبنان. واقترن هذا الاقتناع بأهمية الأخلاقيات في البحث العلمي بدعم قوي لقضية المرأة، فالمساواة بين الرجل والمرأة واحترام القيم الإنسانية هي شروط ضرورية للعلم والتكنولوجيا من أجل ان تتمكنا من وضع مشاريع رؤيوية تشكل نماذج يحتذي بها المجتمع”.
وتابع: “ان مسيرتك تشهد انك عملت دائما من اجل الخير العام، لقد عملت بلا كلل من أجل توحيد المبادرات العامة والخاصة حول قضية واحدة، في نهج جماعي. ايمانا منك انه جلب الناس معا حول فكرة الخدمة العامة والدولة، يتم إنشاء المشاريع وتحقيقها”.
وختم: “نكرم اليوم الباحث والعالم ذات الشهرة العالمية، والأستاذ والموظف الذي خدم لبنان، الرجل المميز الذي كرس حياته لبلاده لطلابه ولأبحاثه ولعائلته ايضا. فباسم رئيس الجمهورية الفرنسية نعلنك فارسا في جوقة الشرف”.
الدكتور حمزة
والقى الدكتور حمزة كلمة تقدم فيها بداية بالشكر إلى رئيس الجمهورية الفرنسية لمنحه الوسام الرفيع وبالتقدير للسفير الفرنسي برونو فوشيه لتقليده الوسام وللكلمات الطيبة التي قدم بها المحتفى به.
وأكد أن “اهتمامه الأساسي في كل المهام التي تبوأها في الإدارة العامة والمنظمات الدولية والمتوسطية كان الإنجاز المتميز وبناء الشراكات الفعالة والمجدية”.
وأشار إلى أن “نتائج ذلك تبدو واضحة في مسيرة المجلس الوطني للبحوث العلمية والإنجازات القيمة التي تحققت بفضل وجهود العاملين فيه من علميين وإداريين، وبفضل شبكات التعاون والتكامل التي بناها المجلس مع أغلب الجامعات اللبنانية ومع المؤسسات الفرنسية والأوروبية”.
وأوضح أن “برنامج سيدر، للتعاون البحثي بين لبنان وفرنسا، والذي مضى على إنشائه ما يزيد عن 20 عاما، هو من البرامج المضيئة في التعاون العلمي مع فرنسا”.
من جهة أخرى، أشار حمزه إلى أن “التزام الجامعات بمسيرة البحوث العلمية وتفعيل مهنة الباحث العلمي وبناء مشاريع بحثية على أسس علمية ودراسات تتمتع بالمصداقية، من شأنها أن تؤكد القيمة المضافة لهذه المشاريع وأن تعزز مصداقية الجامعات وجودها للتميز والاعتمادية”.
وفي ختام كلمته توجه بالشكر إلى جميع الحاضرين من سياسيين وأكاديميين وزملاء وأصدقاء وأكد ثقته ب “الكفاءات اللبنانية القادرة على تحقيق الانجازات النوعية داخل المجلس وفي كل منظومة البحث العلمي اللبناني”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام 2-2-2018