احتفلت الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) بتخريج 558 طالبا من حاملي شهادات الطب والدكتوراه والدراسات العليا.
ومنحت الجامعة خلال الاحتفال الروائية العالمية والصحافية والكاتبة المسرحية حنان الشيخ، والطبيب الشهير وأخصائي سرطان الدم هاغوب قنطرجيان، ومناصرة الضعفاء والرئيسة والمديرة التنفيذية لمؤسسة ماستركارد ريتا روي، والأستاذ المتميز والرائد في الاستشعار عن بعد بالرادار فواز العلبي شهادة الدكتوراه الفخرية في الإنسانيات نظرا لإنجازاتهم الدولية كل في مجال عمله.
حضر الاحتفال وزير البيئة فادي جريصاتي ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب نزيه نجم ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري. كما حضر نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني والنائب الدكتور أدكار طرابلسي، بالإضافة إلى أعضاء مجلس الأمناء ونواب الرئيس والعمداء والمدراء وأساتذة الجامعة. كما حضر أهل الطلاب وعائلاتهم ومهتمون.
بعد دخول موكب الخريجين وموكب رئيس الجامعة ووكيل الشؤون الأكاديمية والعمداء وأعضاء مجلس الأمناء بالأثواب الإحتفالية استهل الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني وافتح رسميا ليتكلم بعد ذلك رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري.
كلمة خوري
وتحدث رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري، قال:”هذه هي اللحظة التي تنضمون فيها إلى صفوف لامعة من رجال ونساء يفخرون بأن يحملوا اسم خريجي الجامعة الأميركية في بيروت. لقد نلتم هذا الحق من خلال عملكم الشاق وشجاعتكم في مواجهة التحديات. الليلة تحتفلون وتأخذون مكانكم في زمالة خريجي الجامعة الأميركية في بيروت الذين غيروا العالم من حولنا.
ولكن مهلا لحظة، أسمعكم تفكرون. ما هو الأمر العظيم جدا بشأن العالم في العام 2019! ماذا فعلت الأجيال السابقة هنا في الشرق الأوسط، أو في العالم قاطبة في هذا السياق، غير خوض الحروب العبثية، وتشويه النظام الإيكولوجي للأرض، أو اطلاق لا مساواة لا يمكن تصورها بين من يكتنزون الثروة والسلطة، وأولئك الذين ليس لديهم شيء؟ وستكون حجة واهية أن أقول، تخيلوا كم سيكون هذا العالم أسوأ من دون التأثير الملطف لخريجي الجامعة الأميركية في بيروت، ومن دون القادة الذين ظهروا من هذه الجامعة والذين يتشاركون في القيم الراسخة التي تعلمتموها من مثل المسؤولية الاجتماعية، والعدل، والنزاهة، واحترام الحوار السلمي”.
وتابع: “صحيح أن مؤشرات عديدة تقول لنا أن عالمنا يصبح أقل صحة وسعادة وأمنا، وأقل قابلية للحياة. لكن السؤال الذي أطرحه عليكم هذه الليلة ليلتكم، يا صف متخرجي العام 2019 من الجامعة الأميركية في بيروت، هو ماذا ستفعلون لإحداث تغيير، وجعل العالم مكانا أفضل”.
أضاف: “في سنواتكم في الجامعة الأميركية في بيروت ستكونون قد تعلمتم أن هناك هدفا للحياة، هذه الكلمة المحورية في شعار الجامعة الأميركية في بيروت التي ترونها في كل مرة تدخلون سيرا على الأقدام عبر البوابة الرئيسية ‘أن تكون لهم حياة، وأن تكون حياة أفضل.أديب أميركي عظيم آخر، رالف والدو إمرسون، كان محقا عموما عندما كتب: ‘هدف الحياة ليس أن يكون المرء سعيدا. بل أن يكون مفيدا، أن يكون شريفا، أن يكون رؤوفا، أن يحدث بعض الفرق لأنه عاش، وعاش جيدا”.
أردف: “مكرمونا الأربعة هذا العام يجسدون هذا الرفض لقبول الأشياء كما هي، ورفض السماح لأمور غير عادلة أن تمر. في كلمات خالدة لروبرت كينيدي: ‘بعض الرجال يرون الأشياء كما هي ويسألون لماذا، أنا أرى الأشياء التي لم تحصل ابدأ، وأسأل لما لا.
بعد تخرجه من الجامعة الأميركية في بيروت، وتمضية مسيرته في أم دي أندرسون، شن هاغوب قنطرجيان بمنهجية حربا على سرطان الدم وعلى مفهوم أن العناية الصحية هي امتياز للقلة، وليست حقا للجميع. ريتا روي أوجدت مخططا رئيسيا لجعل قارة تعمل من خلال مؤسسة ماستركارد، التي جمعت جامعات ورواد أعمال، وقطاعات عامة وخاصة في الدول، لخلق مستقبل لأفريقيا مع التعلم، وفرص العمل، والأمل. حنان الشيخ حطمت أسطورة المرأة العربية الذليلة في الأدب، وحفزت أجيالا على إعادة النظر في السياق الكامل للأنوثة، والإمكانيات الكاملة لمستقبلهم. أما بالنسبة لفواز العلبي، فإن كل ما قام به هذا الدمشقي المتواضع بعد مغادرة الجامعة الأميركية في بيروت هو إحداث ثورة في تكنولوجيا تيراهيرتز لتطوير أنواع جديدة من التطبيقات الصناعية لأجهزة الاستشعار، والمساعدة في إطلاق الثورة الصناعية الرابعة. هؤلاء الأربعة رفضوا الوقوف مكتوفي الأيدي، كما في كلمات جون لينون الرائعة، يراقبون العجلات تدور.
الآن دوركم أيها الخريجين، أن تنطلقوا إلى العالم بكامل الثقة، والامتياز، والتيقظ للفرصة. وسوف تتعلمون، بالتأكيد، السعر المؤلم للامتياز فيما يشرق عليكم واقع اليوم.
بالنسبة لكم، يا متخرجي العام 2019، ليس لدي شكوك. أنتم عازمون على السعي إلى تحقيق المثل الأعلى في العيش جيدا، وأن تكون لكم حياة أفضل. لقد سبق وأنرتم القرى في عكار والبقاع؛ أعطيتم وقتكم لإرساء جسور بين اللاجئين في لبنان والمجتمعات المستضيفة لهم؛ وفرتم ما يلزم للتعليم والرعاية الصحية للبنانيين الأكثر حرمانا، للمعوقين، للعمال الأجانب. طلابنا، أنتم رواد شباب في الصحة، وفي الأعمال التجارية، وفي العلوم، وفي الفنون، وفي الزراعة وفي هندسة مستقبل أفضل. أوغندا، والجزائر، وغانا، ولبنان، وسوريا، والولايات المتحدة، وفرنسا، والبلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم، تنتظر هكذا رواد. بماذا ننصحكم في آخر يوم لكم كطلاب في حرمكم الجامعي الحبيب؟”
وقال:”اتفق مع إمرسون من حيث المبدأ. ابحثوا عن أمر ذي معنى لكم لقضاء بعض الوقت فيه. أنتم الأفضل والألمع، وأنتم الأمل للأوقات القادمة. ولكنكم ستفون بهذا الأمل وبأحلامكم وتطلعاتكم فقط إذا اخترتم القيام بما يشبع ذاتكم: مثل القيام بدور، بوظيفة، بمهنة يمكن أن تحدث فرقا لكم وللآخرين. الحقوا شغفكم. الحقوه بشكل جيد وبالكامل، وقوموا بذلك مع آخرين حين ما أمكن. عضو مجلس أمنائنا مروان المعشر تدرب على الهندسة الميكانيكية، في الجامعة الأميركية في بيروت وفي بوردو. لكنه اختار اللحاق بشغفه، والالتزام بالإشتمالية السياسية، والاقتصادية، وبالإصلاح في أرضنا العربية هذه. بينما العالم بالتأكيد يمكن أن يستفيد من مهندس ميكانيكي آخر رائع، لكنه لا يقدر أن يستغني عن قائد فكري شجاع ودؤوب، يرى الأشياء ‘التي لم تحصل ابدأ ويسأل لم لا، على حد تعبير روبرت كينيدي”.
تابع: “أنا أختلف مع إمرسون من دون ضجيج، بقدر ما تعجبني فكرته أن يعيش المرء جيدا. السعادة مهمة. ركزوا عليها. اقضوا بعض الوقت في سبيل ذلك. عيشوا حياة متوازنة وسعيدة، ولكن أيضا حياة هادفة حيث يمكنكم الاستمتاع بما تقومون به. منذ سنوات عديدة، اشتكى زملائي في إيموري، من عدد الاجتماعات عند السادسة صباحا والتي طلبت منهم حضورها. قالوا لي أنني أسبب اختلال توازن العمل والحياة لديهم. هذا مضحك، رددت عليهم، الحياة هي ما ستستعيدونه عندما أجد من هم أصغر سنا وأقل تكلفة منكم للقيام بعملكم! بدلا من ذلك، ربما كلمات ويليام شكسبير قد تعدل كلمات إمرسون (وطبيعتي الهوسية). احب الكل، ثق بالقلة، لا تخطئ بحق أحد”.
ختم: “وهكذا، يا متخرجي العام 2019، الشجعان والمتميزين والناجحين، انطلقوا في سلام، لجعل العالم مكانا أفضل من ذلك الذي وجدتموه أمامكم. استديروا وحيوا أهلكم وعائلاتكم، وأصدقاءكم ورفيقاتكم ورفقاءكم. وكما كتب ذات مرة أبوقراط، والد الطب الغربي: ‘الحياة قصيرة، الفن مديد، والفرصة عابرة، والتجربة غادرة، والحكم صعب. ولكن هذا الطريق أكثر متعة بكثير في صحبة الأصدقاء والاحباء”.
دكتوراه فخرية
وأعلن الدكتور فضلو خوري بموجب الصلاحيات الممنوحة له من قبل مجلس أمناء الجامعة، منح كل من الروائية العالمية والصحافية والكاتبة المسرحية حنان الشيخ، والطبيب الشهير وأخصائي سرطان الدم هاغوب قنطرجيان، ومناصرة الضعفاء والرئيسة والمديرة التنفيذية لمؤسسة ماستركارد ريتا روي، والأستاذ المتميز والرائد في الاستشعار عن بعد بالرادار فواز العلبي الدكتوراه الفخرية في الإنسانيات وتم تسليمهم الشهادة وخلعت عليهم عباءة الشرف من قبل وكيل الشؤون الاكاديمية الدكتور محمد حراجلي.
الشيخ
وقالت الشيخ في خطاب الشكر: “شكرا لهذا التكريم غير المتوقع. أنا أقبله نيابة عن نساء لبنان.
قنطرجيان
وقال قنطرجيان في خطاب الشكر: “لقد كنت جزءا من أسرة الجامعة الأميركية في بيروت من العام 1972 الى العام 1981، بما في ذلك ستة أعوام من الحرب الأهلية. دمر منزلنا. غادرت عائلتي البلاد.
أصبحت الجامعة الأميركية في بيروت بيتي وعائلتي. الجامعة الأميركية في بيروت حمتنا ووفرت لنا الغذاء والمأوى والتعليم. الجامعة الأميركية في بيروت جعلتنا من نحن عليه اليوم ولهذا أنا ممتن إلى الأبد. الجامعة الأميركية في بيروت كانت جنة فيها قديسين علمونا وحضنونا كأننا أولادهم”.
وختم: “امتناني الأعمق لهذا الشرف العظيم”.
الشهادات:
وسلم الدكتور فضلو خوري والعمداء بعد ذلك الخريجين شهادتهم وبلغ عددهم 558 يتوزعون على الشكل التالي:في الطب 92، الماستر 439،الدكتوراه 27، وكرر الخريجون تلاوة خطاب القسم الخاص بإختصاصهم، وختم الإحتفال بنشيد الجامعة وأداء خاص مباشر ورمي القبعات في الفضاء إبتهاجا.