6-6-2014
دقت «الرابطة المارونية« ناقوس خطر بيع الأراضي التي تتهدد هوية الأرض في لبنان، وذلك في المؤتمر التي عقدته برعاية البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي تحت عنوان «أرضي هويتي». وأكد المؤتمر أن الأرض تاريخ وانتماء ومن الخطأ أن نتعامل معها كعقار أو سلعة، داعياً الى إدراك خطر ضياع الأرض والهوية. وشدد على أنه «إذا كان هناك من يريد أن يبدل الطبيعة الديمغرافية في لبنان عن قصد وتصميم فمن واجبنا التصدي له ولن نقف متفرجين على أي خطوة تهدف الى استباحة الأرض، وسنقاوم أي توجه يهدف الى تنفيذ هذه الخطة لأنه إذا حصلت فلن ينجو منها أي طرف«، طالباً من الجميع مسلمين ومسيحيين ودروزاً «أن يكونوا يداً واحدة لتكن كل تربتنا مقدسة«.
ولم يتوقف المؤتمر عند ظاهرة بيع الأراضي ومخاطر التوطين والنزوح فحسب، بل عرض بالأرقام لحجم التغيرات على المستويات الديموغرافية والجغرافية، وتناول المراسيم والقوانين التي ساهمت في تكريس هذا الواقع من نقل النفوس الى مرسوم التجنيس.
وألقى النائب البطريركي العام عن منطقة جونية المطران أنطوان نبيل العنداري كلمة الراعي وقال فيها: «وعى الموارنة منذ بداية وجودهم قيمة الأرض فأحبوها وتعلقوا بها وتجذروا فيها، رأوا فيها الارث الذي تكونت من خلاله وعليه الهوية المارونية وهذا ما أكد عليه المجمع البطريركي الماروني حين قال في النص الثالث والعشرين من الملف الثالث: إذا ربح الماروني العالم كله وخسر أرضه الذي تكونت فيها هويته التاريخية يكون قد خسر نفسه». أضاف: «ترتكز قيمة الأرض لدى الماروني على المفهوم الإيماني النابع من معطيات الكتاب المقدس الذي يحدد علاقة الإنسان بالأرض فهو ابن الأرض الذي جُبل منها وهي بالتالي أمه واليها يعود«. وأشار الى أن «الموارنة في علاقتهم بالأرض عبر الزمان والمكان هم أبناء الجبال والوديان طبعوا فيها وأخذوا منها القسوة والحدّة«، مؤكداً أن «قيمة الأرض في روحانيتنا ووجداننا لم تعد ملكاً نتصرف به على هوانا وهذا الارث الذي استلمناه من آبائنا أشبه بوديعة ثمينة أو ذخيرة مقدسة، والتعامل مع هذا الارث أكبر بكثير من الثمار والمواسم المادية«. ولفت الى أن «الأرض أصبحت ذاكرة حية تؤكد هويتنا الخاصة وتواصلنا بالتاريخ والحفاظ عليها هو حفاظ على الارث الوطني«، سائلاً «أين نحن اليوم من تجذرنا وأمانتنا لأرضنا وقدسيتها؟ هل نترك الساحة لباعة الهيكل يتاجرون بها ونستفيق يوماً ليس ببعيد لنصبح أغراباً في ديارنا؟«.