6-7-2014
رأى رئيس الرابطة المارونية سمير أبي اللمع أن «لبنان الذي يعاني اليوم أزمات سياسية واقتصادية كبيرة مهدّد في هويته البشرية والجغرافية، فمع اللاجئين والنازحين أصبح نصف السكان في الوطن من غير اللبنانيين وتحت ضغط الحاجة والإغراءات المشبوهة صارت الأرض عقاراً محللاً للبيع»، كاشفاً عن أن «الإحصاءات تدل اليوم الى أن مسيحيي لبنان فقدوا في السنوات الأخيرة قسماً كبيراً من أراضيهم وهناك مناطق أصبحت شبه خالية من المسيحي وبيعت أجزاء شاسعة من أراضيه طوعاً أو إكراهاً أو إغراءً».
وشدد على أن «الموارنة لا يملكون في لبنان سوى مشروع الدولة اللبنانية، وهم لم يحملوا طوال تاريخهم إلا مشروع الوطن الحاضن لكل أبنائه ولو لم يكن الأمر كذلك لما ناضلوا خلال الحرب العالمية الأولى في سبيل قيام لبنان بحدوده الحاضرة».
أبي اللمع كان يتحدث في افتتاح مؤتمر «أرضي هويتي» الأول الذي نظّمته الرابطة المارونية في قصر المؤتمرات في ضبية برعاية البطريركية المارونية. والذي تناول عناوين عدة، بدءاً من الحد من النزوح من الأرياف والحد من الهجرة ومحاربة الفقر ومواجهة مخاطر التوطين والنزوح السوري إلى بيع الأراضي للأجانب والتغيير الديموغرافي في الداخل جراء عمليات بيع مشبوهة. ولم يتوقف المؤتمر عند ظاهرة بيع الأراضي ومخاطر التوطين والنزوح بل عرض بالأرقام حجم التغيرات على المستويات الديموغرافية والجغرافية وتوقف عند المراسيم والقوانين التي ساهمت في تكريس هذا الواقع من نقل النفوس إلى مرسوم التجنيس.
وقال أبي اللمع: «تنظر كنيستنا المارونية بكثير من القلق وكذلك الكنائس المشرقية إلى ما تناهت إليه أوضاع الأرض والناس في البلدان العربية وفي لبنان خاصة وهذا القلق يتزايد يوماً بعد يوم».
وأضاف: «أردنا هذا المؤتمر من أجل كل لبنان لا فئة فيه». وشدد على أنه «إذا كان ثمة من يريد أن يبدّل في الطبيعة الديموقراطية والديموغرافية في لبنان عن قصد وتصميم ولمآرب خارجة عن إطار الوطن، فإن من حقّنا لا بل من واجبنا أن نتصدى له بكل الوسائل انتصاراً لحقيقة لبنان ورسالته الإنسانية الفريدة فلن نقبل المساومة في هذا المجال ولن نقف متفرجين على أي خطة ترمي لا سمح الله إلى استباحة الأرض وانتزاع ملايين الأمتار من أصحابها الأصليين بالمضايقات أو الإغراءات. وفي مناطق محددة سنقاوم أي توجه ينزع إلى تنفيذ هذه الخطة التي تحمل الدمار إلى الوطن كله لأن عندها لن ينجو من شظاياها أي طرف من أطراف العائلة اللبنانية وعلى كامل التراب اللبناني».
واكد أبي اللمع أن «الموارنة والمسيحيين وكما كل اللبنانيين الأحرار، لا يعانون من رهاب الأجنبي ولا يحملون الكراهية، وهم يرحبون بإقامة غير اللبنانيين على أرضهم بأعداد ومساحات محددة للسكن أو للعمل، ولكنهم يرفضون أن يصبحوا غرباء في وطن بذل أجدادهم العرق في سبيل تكوينه».
وذكر النائب البطريركي العام في منطقة جونية المطران أنطوان نبيل العنداري الذي ألقى كلمة البطريرك الماروني بشارة الراعي «بما أكد عليه المجمع البطريركي الماروني حين قال أنه إذا ربح الماروني العالم كله وخسر أرضه الذي تكونت فيها هويته التاريخية يكون خسر نفسه».
وأشار إلى أن «قيمة الأرض في روحانيتنا ووجداننا لم تعد ملكاً نتصرف به على هوانا، وهذا الإرث وديعة ثمينة أو ذخيرة مقدسة، والتعامل معها أكبر بكثير من الثمار والمواسم المادية». ولفت إلى أن «الأرض أصبحت ذاكرة حية تؤكد هويتنا الخاصة وتواصلنا بالتاريخ والحفاظ عليها هو حفاظ على الإرث الوطني».