دعا رئيس الرابطة المارونية في لبنان النقيب انطوان قليموس اوستراليا الى دعم لبنان لاستعادة سيادته الكاملة ومواجهة التحديات التي تحدق به وأخطارها المتمثلة بالارهاب التكفيري.
قليموس وخلال لقائه وزيرة الخارجية جولي بيشوب ووزراء ونواب من الحكومة والمعارضة في كانبيرا، اكد ان الجيش اللبناني والقوى الأمنية تمكنوا من إفشال مخططات الارهابيين وتفكيك خلاياهم بعمليات استباقية ونوعية، وهذا ما يحتم مساندة هذه القوى الشرعية لتستطيع الاستمرار في أداء مهماتها.
ودعا النقيب أيضاً الحكومة الاوسترالية الى توفير أقصى الدعم للبنان في هذه الاحوال اذ بدأ تحسناً سياسياً ملموساً بعد انتظام عقد السلطة بانتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة برئاسة سعد الحريري تتمثل فيها المروحة الاوسع من القوى السياسية.
وقدم قليموس للمسؤولين الاوستراليين مذكرة تتضمن رؤية الرابطة للوضع الكامل في لبنان ومدى ما يمكن ان تساهم به اوستراليا من أجل مساعدة هذا البلد الذي تربطه باوستراليا علاقات تاريخية وقواسم مشتركة، شاكراً لها احتضانها اللبنانيين منذ بداية الهجرة في العام ٠٦٨١.
وأعرب النقيب قليموس عن ارتياحه الكبير للمحادثات التي أجراها مع كبار المسؤولين الاوستراليين.
وكان رئيس الرابطة قليموس قد استهل زيارته الى اوستراليا بلقاء مع راعي الأبرشية المارونية المطران انطوان شربل طربيه، بحضور رئيس الرابطة المارونية في اوستراليا باخوس جرجس واعضاء مجلس الرابطة، والنائب الأبرشي العام المونسنيور مارسيلينو يوسف، ورئيسة دير راهبات العائلة المقدسة المارونيات الاخت إيرين بو غصن، ومستشار المطران الزميل انور حرب.
وعرض المطران طربيه، بعد ترحيبه بالنقيب قليموس والوفد المرافق، أوضاع الجالية في اوستراليا والوجود الماروني ماضياً وحاضراً، مؤكداً المكانة التي تحتلها هذه الجالية ومدى وفائها للبلد المضيف الذي وفّر لأبنائها فرص العيش الكريم، مع إشارته الى الروابط المتينة التي تشد هؤلاء الى الوطن الأم وإسهامهم في ثباته من خلال المساعدات المستدامة التي يقدمونها لأهلهم.
وردّ النقيب قليموس شاكراً المطران طربيه على استقباله، والرابطة المارونية في اوستراليا على دعوتها، ومثمناً الدور الذي يضطلع به راعي الأبرشية وطنياً وروحياً واجتماعياً، ووجه كلامه اليه: أنت الغني بالقيم التي تحمل والتي تجسد الالتزام بلبنان والطائفة المارونية، وتعمل بهدي هذه القيم بتواضع واندفاع، هدفك مع من يحيطونك من أصحاب الكفايات والرؤية الوطنية الصحيحة إبقاء جسور التواصل مع لبنان قائمة ومنيعة ومثقلة بالمبادرات الخيّرة.
وكانت مداخلة للزميل حرب حول الدور المنتظر من الرابطة المارونية في لبنان، من أجل جمع الموارنة ليس في الوطن الأم فحسب بل في ديار الانتشار. وأشاد بالجهد الذي يبذله المطران طربيه على كل الصعد.
بعد ذلك عقد الحاضرون اجتماع عمل طرحت فيه كل الموضوعات التي تتصل بالعلاقات الثنائية اللبنانية – الاوسترالية حاضراً ومستقبلاً، وبمجالات التعاون بين الرابطتين في كل المجالات، وخصوصاً تلك المتعلقة بتوحيد المواقف والرؤى من المسائل المصيرية الكبرى، ووسائل التنسيق، إضافة الى دعم التجذّر في لبنان والإفادة من طاقات الانتشار في اوستراليا لتثبيت المسيحيين في الشرق ولاسيما في وطنهم الأم.
لقاء الرابطة
وبعدما أولم المطران طربيه على شرفه، عقد اجتماع بين النقيب قليموس ورئيس الرابطة المارونية في اوستراليا باخوس جرجس وعدد من اعضائها، جرى خلاله وضع الخطوط الرئيسة لاستراتيجية تعاون وتنسيق بين الرابطتين في جميع المجالات، ولا سيما الوطنية والاجتماعية.
المؤتمر الصحافي
وعقد النقيب قليموس بعد ذلك مؤتمراً صحافياً للإعلام الاثني (الاغترابي) شرح خلاله الوضع في لبنان من مختلف جوانبه، مشيراً الى مرحلة جديدة برئاسة العماد ميشال عون، وهي مرحلة واعدة على كل الصعد.
وعن زيارته الى اوستراليا، قال: بدأنا مشاورات جادة مع اخوتنا في الرابطة المارونية باوستراليا بغرض التعاون، ونحن جاهدون لايصال هذا التعاون الى مرحلة متقدمة من التكامل والتنسيق، وإن شاء الله سنحقق نتائج ايجابية تكون لمصلحة اللبنانيين عموماً والموارنة خصوصاً. ونوّه قليموس الى أهمية الحضور اللبناني والماروني في اوستراليا، شاكراً لهذا البلد احتضانه لهم، ومؤكداً وجوب تعميق التعاون في جميع الميادين لمصلحة البلدين.
وشكر قليموس للمطران انطوان شربل طربيه الجهود التي يبذل في رعايته الأبرشية المارونية في اوستراليا، وتعزيز دورها وحضورها، كما ثمّن ما تقوم به الرابطة المارونية في هذا البلد من مبادرات ونشاطات تشعرنا بالثقة والأمل.
وكذلك نوّه قليموس خلال المؤتمر بالدور الذي يلعبه سعادة السفير الاوسترالي لدى لبنان غلين مايلز ورئيسة دائرة الهجرة ترايسي مالون.
وكان رئيس الرابطة المارونية في اوستراليا باخوس جرجس والزميلان انور حرب وسايد مخايل قد رحبوا بالنقيب قليموس والوفد المرافق، وتمنوا لهم التوفيق في زيارتهم.