تصدر بين الحين والآخر مواقف ومقالات وأخبار تتناول مقام البطريرك الماروني من دون الارتكاز الى معطيات مبرّرة. إننا إذ نؤكد احترامنا لحرية الرأي والإعلام نأسف لاستخدام هذه الحرية أحياناً لتشويه الحقائق. فالهجوم على غبطة البطريرك هو تهجم على مؤسسة البطريركية المارونية التي تجاوز عمرها الألف وأربعمائة سنة تحققت خلالها إنجازات عظيمة أبرزها نشوء الدولة اللبنانية وذلك على يد البطاركة الذين ينتسب البطريرك الراعي الى سلالتهم.
إن الاضاءة على ما يمكن وصفه بمكامن الخلل بهدف إصلاحه هدف نبيل لكن التعاطي بخلفيات ملتبسة وغير منزّهة عن الغرض يجعلنا نشكك بهذه الأهداف وكأن المقصود منها التهشّيم بالموارنة وبمؤسساتهم الدينية في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ لبنان حيث تؤدي البطريركية المارونية دوراً كبيراً في حماية العيش المشترك وحفظ الاستقرار بين اللبنانيين.
إن حرية التعبير شفاهةً وكتابة التي يتمتع بها كل من يتناول سيّد بكركي هي قيمة تميّز بها لبنان بفضل الموارنة وكنيستهم وبطريركيتهم ولولاهم لما قُدّر لهم ولسواهم أن يفكروا ويكتبوا ويعبّروا بحرية يفتقدها الكثيرون في هذا الشرق ولكن عندما تتجاوز الحرية حدود الحقيقة تصبح انتهاكاً لكرامة الآخرين. من هنا نحذّر أن ما يتكرّر بين الحين والآخر من افتراءات يسيء الى الوحدة الوطنية في ظل شكوك متزايدة حول مرامي هذه الحملات التي تتجاوز العناوين المعلنة إلى ما هو أدهى وأخطر.
وإزاء هذا الأمر لن تكون الرابطة المارونية في موقع المتفرّج الصّامت بل ستبني على الشيء مقتضاه مستخدمة كل الوسائل التي يبيحها القانون للتصدي لكل إساءة تتناول البطريركية المارونية ورأسها.