رئيس الرابطة المارونية بعد لقائه سلام في السرايا: معالجة ملف المودعين يتطلب وقتا وقضية النزوح بانتظار حكوة سورية جديدة

استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام في السرايا الحكومية، المجلس التنفيذي للرابطة المارونية برئاسة رئيس الرابطة السفير خليل كرم الذي قال بعد اللقاء: “لقد تشرفنا بزيارة دولة الرئيس لتهنئته على نيل الثقة وتأليف الحكومة التي نتمنى أن تكون مميزة”.

أضاف :” تمحور الحديث حول أمور الساعة ، بدءاً بموضوع الموازنة وقال دولته بأن الموازنة  صدرت بمرسوم لتسريع  العمل الحكومي، وأن إعادة النظر بالرسوم والغرامات هي على طاولة البحث بالسرعة المرجوة،  وأن الحكومة الحالية ستحاسب على موازنة 2026 ، التي ستكون موازنة إصلاحية إنمائية ، اما بالنسبة لتحديث الإدارة والعودة إلى آلية التعيينات فهي ستكون شفافة كما يحلم كل اللبنانيين”.

أضاف:” اما قضية المودعين فقد أخذت حيزاً كبيراً ، فقلنا له أننا نعول كثيراً على قاض ٍ دولي للوصول إلى حل يعيد الحق لاصحابه،  وإنما  هذا الأمر كما قال دولته يتطلب وقتا المهم البدء معالجة الملف،  وأن الأولوية هي للحماية العاجلة لصغار المودعين والصناديق التعاضد وغيرها “.

وتابع كرم :”أما بالنسبة لقضية النزوح فقال الرئيس سلام ان الحكومة اللبنانية بانتظار حكومة سورية جديدة ، لكي تتمكن من التعاطي معها بهذا الخصوص. وانه استقبل المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي  وأن العلاقة  مع المفوضية اأصبحت ايجابية ويتطلع الى تعاون مستقبلي معها يتيح للسوريين بالعودة بأعداد هامة إلى بلدهم الأم “.

وهذا نص كلمة رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم،

دولة الرئيس                         

  نزوركم اليوم، زملائي في المجلس التنفيذي للرابطة المارونية، الرؤساء السابقين وأنا، لا لنقدم التهنئة لكم وللحكومة التي تترأسون على نيل ثقة المجلس النيابي فحسب، بل لنتمنى لكم التوفيق والنجاح في مواجهة ما يعترضكم من عوائق، وينتظركم من أعباء. ونحن على يقين بقدرتكم على التصدي لها إستناداً الى الأنظمة والقوانين أولاً وبما أوتيتم من تصميم ووضوح إرادة ثانياً.

إن ولادة الحكومة جاءت بعد تطورات وأحداث كبيرة شهدتها المنطقة، ولاسيما غزة ولبنان، وكان من نتائجها المباشرة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية بدعم دولي وعربي غير مسبوق وتأييد شعبي كبير، ما أشاع مناخاً جديداً انسحب على موضوع تأليف الحكومة، فكان للبنان مجلس وزراء مميزاً، وفي أجواء تشي بالتغيير المنهجي، المدروس الذي يضع البلاد في مرحلة جديدة عسى أن تكون الحكومة الجديدة برئاستكم بوصلة التحول نحو لبنان الجديد المعافى، الوطن الكامل الأوصاف والمواصفات الذي نتوق اليه جميعاً.                                 

    إن لبنان خرج مضرّجاً من حرب غير متكافئة، وهو لم ينفض عنه بعد آثارها نظراً لاستمرار الإعتداءات الإسرائيلية شبه اليومية على جنوب لبنان وبقاعه، وسقوط المزيد من الشهداء والجرحى ووقوع الأضرار الفادحة واستمرار احتلال مناطق على الحدود، فيما لم تتحرك الدول الراعية للاتفاق بالحزم الذي يحمل تل أبيب على التزام حدودها، واحترام القرارات الدولية.  

دولة الرئيس،                          

  كثيرة هي الملفات الشائكة والمعقدة كمعضلة المودعين (ومن حسن حظنا أن دولتك قاضي دولي سيبذل قصارى جهده لحلها)، وأنتم تعرفونها ولا حاجة بنا إلى تردادها، وأكثر ما يعنينا إلى جانب أولوية إعادة الإعمار والبدء بالإصلاحات الإدارية، هناك ملف النازحين السوريين الذين يرفضون مغادرة لبنان بعدما سقط النظام السابق الذين تذرعوا بوجوده ليبرروا تمنعهم عن العودة. وأننا نرى ضرورة استعجال بتّ الملف مع السلطة الجديدة في سوريا والمجتمع الدولي الذي لم يبادر حتى الآن الى وضع خطة للمباشرة بتسهيل عودتهم الى بلادهم، لأن تطور الأحداث وتسارعها في هذا البلد الجار قد تدفع إلى طيّ هذا الملف وإبقاء هؤلاء النازحين الى أمد لا قرار لنا في تحديد توقيته. ومن المؤسف أن نسمع ما سمعناه من تملص الهيئات الدولية الراعية لموضوع اللاجئين والنازحين ، وفبركتها الأسباب التي تحملها على رفض التجاوب مع لبنان في طلبه عودتهم إلى سوريا. وهي أسباب غير مقبولة وتفتقر إلى المتانة والصدقية وقد تخفي وراءها مشروعات لا تصبّ في مصلحة الشعبين.

  دولة الرئيس،                

 تعاون الرابطة المارونية مع مقام رئاسة الحكومة ليس بالجديد ونحن نطمح الى المزيد. فالتنسيق مع فريق عمل لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني التابع لكم أثمر نتائج غير مسبوقة على صعيد ملفات شائكة تقع في صميم تعزيز السيادة اللبنانية، وحماية تمويل UNRWA خوفاً من إنهيارها وتبعات ذلك على الإستقرار في المخيمات الفلسطينية ومحيطها.

دولة الرئيس،

إن استمرار الإحتلال الإسرائيلي، وتدحرج كرة النار في سوريا وضعا لبنان في عين العاصفة، وأيقظ المخاوف من رقادها، فهل أخذ لبنان جانب الحيطة والحذر لإتقاء ما قد تخلّفه هذه العاصفة من أضرار، ولو جانبية، لأن الواقع المأساوي الذي نعيشه اليوم، يكاد يطيح بما تبقى لنا من مناعة.

وبرغم كل ما حصل ويحصل، لا نفقد الأمل، فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.