المصدر: telelumiere 1-6-2019
وافقت الفاتيكان على ملف دعوى تكريم البطريرك “الياس الحويك”. بطريرك “لبنان الكبير” سيكرَم في مئوية “لبنان الكبير”، وذلك في ١٩ حزيران ٢٠١٩. كيف أُعطي مجد لبنان له؟
بعد انهيار السلطةِ العثمانية، راحت القوى الحليفةُ المنتصرةُ في الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، تعمل على إيجاد تسويات في المنطقة. هنا برز دورُ البطريرك الياس الحويك (1899-1931). فكان رجلَ العنايةِ الذي احتضنَ ضحايا الحرب العالمية الأولى، وكان في أساس قيام لبنان الكبير والمستقل، وحمايةِ بداياته بوجهِ الرافضين، والمطالِبين بضمِّه إلى مشروع سوريا الكبرى. فدامت حبريتُه 32 سنة.
هي الذاتيةُ اللبنانية التي بدأت تتكوّنُ منذ بداية القرن السادس عشر، كما رأينا، راحت تتبلور حتى أصبحت فكرةَ لبنان الكبير المستقل في حدوده التاريخية بإعادة الأراضي التي سلختها عنه الدولةُ العثمانية. في 16 حزيران 1919 أصدر مجلس الإدارة اللّبناني قرارًا بتشكيل وفدٍ برئاسة البطريرك الياس الحويك إلى مؤتمر الصلح في فرساي – باريس.
قدّمَ البطريرك “مذكّرةَ الوفد اللّبناني إلى مؤتمر السلام”، موقّعةً منه بتاريخ 25 تشرين الاوّل 1919 (راجع النص الفرنسي في وثائق البطريرك…، ص120-130) وفيها أربع نقاط:
1) إقرارُ استقلال لبنان عن أيّ دولة أخرى، الذي أعلنته الإدارةُ اللّبنانيّة والشعبُ في 20 ايار 1919، لاعتباراتٍ تاريخيّةٍ وسياسيّةٍ وثقافيّةٍ وحقوقيّة.
2) إعادةُ لبنان إلى حدوده التاريخيّة والطبيعيّة، باستعادة الأراضي التي سلختْها عنه تركيا (لبنان الكبير)، عند رسم حدود المتصرفيّة سنة 1861.
3) إصلاحُ الأضرار التي أنزلتْها تركيا بلبنان وشعبه.
4) القبولُ بمبدأِ الانتداب الذي أقرّتْه اتّفاقيةُ السلام بفرساي في 28 حزيران 1919، من دونِ أن يخلَّ بمبدأ سيادة لبنان.
وتوالت رسائلُ البطريرك الحويك في كلِّ اتِّجاهٍ ما بين 8 تشرين الثاني 1919 و30 آب 1920، حتى الاحتفال بإعلانِ لبنانَ الكبير المستقلّ في أوّل ايلول 1920 (من صفحة 131 إلى 170). ففي قصرِ الصنوبر، وسطَ الألوفِ من اللّبنانيّين المحتشدين، وقف الجنرال غورو المفوَّض السامي للجمهوريّةِ الفرنسيّة، محاطاً برؤساءِ الطوائفِ وشخصيّاتِ البلاد وأعلنَ لبنان الكبير، من النهرِ الكبير إلى أبوابِ فلسطين إلى قممِ لبنان الشَّرقي.