الموارنة: جذور الهوية التاريخية ومعالمها في أرض لبنان- محاضرة لانطوان خوري حرب

لمناسبة عيد القديس مارون، شفيع الطائفة المارونية، وفي إطار نشاطات لجنة الثقافة والتراث والحوار بين الاديان بالرابطة المارونية، حاضر رئيس اللجنة الدكتور انطوان خوري حرب عن جذور المارونية في حضور مطران حلب للموارنة يوسف أنيس أبي عاد، ونائب رئيس الرابطة القاضي موريس خوّام، محافظ الجنوب بالوكالة نقولا أبو ضاهر، وأعضاء المجلس التنفيذي، ولجنة التراث، وجمهور من المهتمين، وذلك في قاعة ريمون روفايل للمحاضرات.
رحب القاضي خوّام بإسم الرابطة رئيساً ومجلساً تنفيذياً بالحضور معرّفاً بالمحاضر، ومشيراً الى دور الرابطة المارونية على المستويين الوطني والماروني في إيجاد حلول لكل المشكلات بالتعاون مع بكركي، وذلك لتعزيز الوجود المسيحي، وتقريب وجهات نظر بين الفعاليات بعيداً من التجاذبات السياسية، وانطلاقاً من الإيمان بالعيش المشترك.
ثم قدّم للمحاضر وللمحاضرة مقرر لجنة التراث، عضو المجلس التنفيذي إميل أبي نادر الذي قال أن هذه المحاضرة هي فاتحة لنشاطات اللجنة، تليها زيارة سياحية الى الأماكن الأثرية التي واكبت الحضور الماروني في لبنان، مشيداً بأبحاث المحاضر وموقعه العلمي والنفحة الرسولية التي تجعله يقارب الموضوعات بروح العالم.
حرب:
في محاضرته التي استعان فيها بشرائح صوريّة عن الأماكن التي لجأ اليها الموارنة عبر التاريخ، ورافقت نشؤ كنيستهم في لبنان، أكد الدكتور انطوان خوري حرب أنه لا يمكن الفصل بين كونه مارونياً بالهوية، وأرضه أرض لبنان وقال: استمد عناصر هويتي من بيئتي ومن أرضي. واضاف أن المارونية في لبنان هي حركة تبشير لا حركة هجرة. وأن القديس مارون أرسل بعضاً من رهبانه الى جبل لبنان وكان هاجسه أن يمسحن الجبل لأن المسيحية كانت منتشرة في السواحل.
وقال أن المجمع الماروني أفرد فصلاً كاملاً حول الثقافة والتراث والتصوّف بالذات معتبراً أن المسيحية منذ نشأتها هي عنصر أساس من ثقافة المنطقة. على أن هوية الكنيسة المارونية: إنطاكيّة سريانية ذات تراث ليتورجي خاص، وهي كنيسة خلقيدونية، وكنيسة بطريركية ذات طابع نسكي ورهباني، وكنيسة في شركة تامة مع الكرسي الرسولي، وكنيسة متجسدة في بيئتها اللبنانية والمشرقيّة وبلدان الانتشار. وقال حرب: إن القديس مارون أوفد ابراهيم القورشي الى الجبل ليبشر بالمسيحية وليس بالمارونية، فيما كانت المسيحية قد إنتشرت في مدن الساحل اللبناني: صور، صيدا، بيروت وصربا. وكان الجبل مأهولاً بالسكان بدليل الآثار الموجودة فيه والتي ترقى الى ما قبل التاريخ. وركز حرب في محاضرته على منطقة جبيل وخصوصاً جبّة المنيطرة ودورها في إنتشار المسيحية، ثم المارونية، وقدّم مقارنة بين المعتقدات التي كانت سائدة عن الفينيقيين الذين لم يعرفوا تعدد الالهة مثل اليونانيين والمصريين بل عبدوا الاله “ايل” وقال: إن الفينيقيين كانوا إينما حلّوا يبنون المعابد، والموارنة في بلدان الانتشار أو ما يفعلونه هو بناء الكنائس.