زار السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا مقر الرابطة المارونية، وكان في استقباله رئيسها السفير خليل كرم واعضاء المجلس التنفيذي للرابطة .وقد عقد لقاء،تناول الوضع في لبنان ،والدور الذي يضطلع به الكرسي الرسولي لمساعدته على عبور الازمة التي تعصف به.
وتحدث السفير كرم في مستهل اللقاء، مرحبا بالسفير بورجيا، ومستعرضا تاريخ العلاقة بين الكرسي الرسولي والرابطة المارونية . واضاء على الهواجس، اللبنانية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان ومتوقفا عند الشغور الرئاسي ،وضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية ، مشيرا إلى اضطرار السلطات الكنسية – إزاء استعصاء الحل- إلى المطالبة بمؤتمر دولي لمساعدة لبنان على الخروج من هذه الازمة – المحنة .
واضاف: إن وقع الازمة الاقتصادية الخانقة ،وأثرها السلبي على قطاعي التعليم والصحة، يزيد من وتيرة الهجرة لدى الشباب اللبناني ويفاقمها . ثم تطرق رئيس الرابطة المارونية إلى معضلة النزوح السوري في لبنان ،وما تشكله من إخطار جسيمة على ديموغرافية البلاد وسلمها الاهلي ،وقدرتها الاقتصادية على إحتمال الاعباء التي يرتبها هذا النزوح، خصوصا أن عدد النازحين السوريين يعادل ما يقارب نصف المقيمين في لبنان.
وقال: كان الأجدر بالمنظمات الاممية المعنية بهذا الملف، وسائر المنظمات الدولية المانحة ،أن تدفع في اتجاه توفير عودة كريمة للنازحين إلى سوريا ،بعدما أصبحت معظم مناطقها آمنة،وأن تسدد الاسهامات المالية اليهم مباشرة في بلادهم.فلا يهجرون ارضهم ولا يتخلون عن هوية وطنهم الام وجذورهم.
ورد السفير بورجيا على كلمة رئيس الرابطة ،بكلمة مسهبة عدد فيها مراحل العلاقة اللبنانية – الفاتيكانية عبر التاريخ ،منوها إلى دور الرابطة المارونية في العديد من المحطات الوطنية والمسيحية .
وحمل تحيات الحبر الاعظم البابا فرنسيس وبركاته إلى رئيس الرابطة واعضاء مجلسها التنفيذي واعضائها. واضاف : إن لبنان واجه أزمات اكثر صعوبة وخطورة. وتمكن ابناؤه من تخطيها.وان الوحدة الوطنية وتضامن المسيحيين وتواصلهم مع جميع العائلات الروحية المكونة للبنان ، هو الذي يساعد على الولوج إلى الحلول في هذه المرحلة. وبعد ذلك دار حوار مطول بين السفير البابوي ورئيس الرابطة المارونية واعضاء مجلسها التنفيذي حول كل موضوعات الساعة التي تتصل بمستقبل لبنان والوجود المسيحي في الشرق.