عندما طالبنا سنة 1920 بدولة لبنان الكبير وضمّ الولايات العثمانية الأربع ؛ طرابلس، بيروت، صيدا وقسم من ولاية الشام أي البقاع ، راهن البطريرك الياس الحويك أمام كل اللبنانيين والعالم : على أنّه يمكن للحضارتين الإسلامية والمسيحية أن يؤسِّسا معاً ، دولة واحدة موحدة، أرضاً وشعباً ومؤسسات، ذات سيادة وعيش مشترك ، دولة تكون قُدوةً للعالم ومثالاً يُحتذى به ، وليس مرتعاً لصراع الحضارات والأديان .
بعد تجرية دامت مئة عام وعام ، يُطرح السؤال ، هل سقط الرهان ؟!
رهان ميثاق العيش المشترك؟! رهان الوطن الواحد بمعناه التاريخي الكياني الوجودي المميّز في نوعيته، وطناً دائماً نهائياً لجميع أبنائه بتعدّديته الديمقراطية الخاصة؟!!
حذار من سقوطه، لأن تداعيات سقوطه ستكون وخيمة ، وستطال الجميع في لبنان وخارجه.