“الرابطة المارونية” في طرابلس: المسيحيون متجذرون فيها

بقلم غسان ريفي

شكلت الزيارة التي قام بها المجلس الاداري لـ «الرابطة المارونية في لبنان» إلى طرابلس، يوم أمس، ردا مباشرا على كل من يحاول الترويج لفكرة ضعف أو تهميش الحضور المسيحي في المدينة، أو إظهار الفيحاء بأنها منغلقة على نفسها ومعزولة عن محيطها. لا بل فقد جاءت الزيارة لتكسر بشكل أو بآخر الطوق الذي كان مفروضا على عاصمة الشمال طيلة سنوات خلت.
حرصت «الرابطة المارونية» على حضور قداس الأحد برئاسة راعي الأبرشية في طرابلس المطران جورج بوجودة، في كاتدرائية مار مارون، ثم عقدت معه لقاء جرى خلاله البحث في الأوضاع العامة في المدينة وكيفية العمل على تعزيز التواصل وتفعيل الحضور المسيحي فيها.
ثم زارت الرابطة مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار في منزله حيث عقدت معه اجتماعا استمر حوالي 90 دقيقة، وقد وجهت الرابطة الدعوة للشعار لالقاء محاضرة في مركزها ووعد الأخير بتلبيتها.
وأعطت الزيارة الأولى من نوعها لـ «الرابطة المارونية» الى طرابلس منذ سنوات، فكرة أولية لرئيسها وأعضاء مجلسها عن التهميش اللاحق بالمدينة والظلم المتعمد الذي تتعرض له إنمائيا واجتماعيا، فضلا عن التداعيات الكارثية الناتجة عن الأزمات الأمنية على اقتصادها وسياحتها.
وقد خلص رئيس «الرابطة» سمير أبي اللمع الى أن «عاصمة لبنان الثانية، وعاصمة كل اللبنانيين التي ما تزال تحافظ على تنوعها وانفتاحها ووحدتها الوطنية وعيشها المشترك، تحتاج الى ورش عمل عديدة لدعم ودفع مشاريعها العمرانية والانمائية، وللاهتمام بواقعها الاقتصادي وكيفية تنمية وتفعيل كل مرافقها القادرة على تحريك العجلتين التجارية والسياحية».
ويقول أبي اللمع لـ «السفير»: «شاهدنا طرابلس التي نعرفها، وفوجئنا بحيوية المدينة وبالنشاطات القائمة فيها، وقد أثلج ذلك صدورنا لأنه كفيل باعادة طرابلس الى واقع المحبة والتآلف، وبالرد على كل المشككين بوطنية هذه المدينة وتنوعها وانفتاحها».
ويؤكد أبي اللمع أن أيا من المسيحيين لم يتعرض لأي أذى في طرابلس طيلة الفترة الماضية، وما حصل في مكتبة السائح كان عملا شخصيا وليس له أي علاقة بالطائفية، مشددا على أن المسيحي في طرابلس متجذر وهو ابن المدينة كما في سائر الشمال، وليس صحيحا أن المسيحيين يتركون مدينتهم، بل على العكس هم موجودون وفاعلون.
ويلفت أبي اللمع الانتباه الى أن «الرابطة» تسعى لتعزيز الوجود المسيحي في طرابلس كما في كل مناطق الأطراف، «لأن هذا الوجود يعطي نكهة لبنانية تعايشية، وما نرمي إليه في الرابطة هو المصلحة الوطنية، فنحن لا ندعم أي شخص من أجل طائفته، بل لأنه فاعل في مجتمعه، ونحن في هذا الاطار باشرنا لقاءات مع كل الفاعليات في لبنان، وطرابلس بالنسبة لنا لديها خصوصية، ونحن نؤكد أن ما شهدته الفيحاء سابقا كان منبوذا من الجميع وكان يشكل صراعا بين قلة قليلة، لكن الأكثرية الساحقة في المدينة لا تريد سوى التعايش في كنف الدولة والقانون».
وكان المطران بو جودة دعا في عظة الأحد الى الاهتمام الجدّي بمختلف المناطق اللبنانيّة وبصورة خاصة الشمال وطرابلس بالذات.
وقال: إن لبنان يمرّ هذه الأيام بأزمة خطيرة تهدّد مصيره وكيانه بسبب ما يحيط به من مخاطر داخليّة وخارجيّة. وأضاف: إن لبنان يعاني منذ سنوات طوال من حالة برص سياسي واجتماعي بسبب الحروب المتلاحقة التي يعاني منها منذ أكثر من أربعين سنة.

المصدر: جريدة السفير