صدر عن الرابطة المارونية البيان آلاتي :
تنعي الرابطة المارونية الى اللبنانيين في الوطن وديار الانتشار، حبر الاحبار، حامل صليب لبنان، بطل استقلاله الثاني، الشاهد على احداث قرن بكامله حفل بالتطورات الجسام والتحولات الكبرى ، وكان فيها شاهدا وفاعلا في تحديد مسارها: انه المثلث الرحمات البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير. وها هو يلتحق باسلافه العظام ، بعدما اتم سعيه ، وجاهد الجهاد الحسن في سبيل لبنان والكنيسة ، وواجه بقوة الموقف وصلابة الرأي وصوابيته، كل الضغوطات التي سعى اصحابها الى تغيير وجه لبنان وهويته ودوره ورسالته.
كان ارزة فروعها ممتدة، شامخة الى العلاء، وجذورها راسخة في رحم الارض، ينسج بقامته النحيلة، واطلالته الوادعة، اسطورة الثبات مقاوما شرسا لكل من حاول المس بالثوابت والحقوق الوطنية ، سلاحه مضاء العزيمة ، والايمان الذي يزلزل الجبال من مواضعها.
رحل بطريرك لبنان، في وقت تشتد معاناة اللبنانيين ، ويزداد قلقهم على واقعهم وعلى المصير، وهم اشد ما يكونون حاجة الى قادة امثاله يتمتعون بثاقب البصر والبصيرة ، ويتحصنون بالحكمة وحسن التدبير.
ان الرابطة المارونية التي احزنها الخطب الجلل تتقدم من صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكار دينال مار بشاره بطرس الراعي ومجلس المطارنة الموارنة والرهبانيات، وجميع اللبنانيين ، ولاسيما الموارنة ، باحر العزاء ، وتدعو الى اوسع مشاركة في وداع الراحل الكبير، وفاء له وللدور التاريخي الذي اضطلع به في مسيرته النضالية على هذه الارض قبل ان ينتقل الى آلاب السماوي مؤديا الوزنات التي احسن تثميرها في خدمة الوطن والانسان.
رحمك الله رحمة واسعة ، ايها الراعي الصالح ، والحبر المجاهد، وارع لبنان من عليائك ، انت الذي كنت قلبه الخافق وعينه الساهرة ودرعه الواقية.