الرابطة المارونية تنظم العرس الجماعي للمرة الرابعة بمباركة صاحب الغبطة والنيافة الراعي

ترأس البطريرك الماروني الكاردينا ل مار بشارة بطرس الراعي عرسا جماعيا ، نظمته الرابطة المارونية ، جريا على عادتها من كل عام ، ل ” 22 زوجا تقدموا الى مذبح الرب طالبين تقبل سر الزواج المقدس ” في كنيسة سيدة القيامة / البطريرك صفير – الباحة الخارجية للصرح البطريركي ، يحوطه لفيف من كهنة الابراشيات المارونية ، وخدمته جوقة ارزة لبنان ، بأدارة مرسيل بدوي ، وقد بلغ عدد المدعووين الى هذا العرس نحو 4000 شخصا ، في حضور رئيس الرابطة الامير سمير ابي اللمع ، واعضاء المجلس التنفيذي للرابطة ، ورؤساء واعضاء اللجان فيها . والوزير السابق ابراهيم شرف الدين ، والعديد من الاهل والاصدقاء .

بعد الانجيل المقدس ، القى البطريرك الراعي عظة ، تحدث فيها عن سر الزواج المقدس ” حيث يكون الرب دائم الحضور” ، واضاف : ” يسعدنا جميعا ان نحتفل بهذا العرس الجماعي ، الذي نعتبره نعمة كبيرة وهدية كبيرة للمجتمع اللبناني “. وفي عرس قانا الجليل شاء الرب يسوع ان يكون حاضرا ، واجرى اول اية حيث بّدل الماء الى خمر فائق الجودة ، واراد بذلك ان يرمز الى حقائق ظهرت في ما بعد بتعاليم الكنيسة ، اما الاكليل في بكركي فتتم فيه كل الرموز التي ارادها الرب يسوع في آية عرس قانا الجليل ، لقد اسس الله الزواج قبل اي مجتمع بشري ، ليشير بذلك الى ان ” العائلة هي الخلية الاساسية للمجتمعات ” ، ولكي تكون ” العائلات الكبيرة الاجتماعية والوطنية على صورة العائلة الصغيرة شركة حب وحياة ” ، لاسيما في هذا الظرف الصعب الذي نعيشه في لبنان ، وحيث الاسرة اللبنانية بحاجة الى شركة ومحبة / وفي عرسكم الليلة تؤكدون لكل اللبنانيين اليوم ، انهم على تنوعهم يؤلفون ” جماعة حب وحياة “.

واكمل غبطته يقول : دعاؤنا الليلة ان تكون هذه العائلات الصغيرة ، قادرة بنعمة الاتحاد ، والحضور الالهي على العيش معا بالشركة والمحبة “. كما علينا أن نحمل في قلوبنا ايضا بلدان الشرق الاوسط حيث العائلة هناك ” لا تتفتت فقط ، بل تقع ضحية العنف والحرب والدمار ، كما يحدث في سوريا والعراق ومصر ، لنصلي لكل العائلات اينما كانت ، لتعود فتتماسك ولأن الله اراد العائلة الكبيرة ان تكون ” شركة حب وحياة ” .

واثنى البطريرك الراعي على مبادرة الرابطة المارونية ” بأحياءها العرس الجماعي الذي يذكرنا بالعائلة الكبرى ” ، ونلتمس من الرب ان : ” يكافئكم على ما تبذلونه وتقدمونه وتحضرونه لهؤلاء العرسان الجدد ، فما حدث في عرس قانا الجليل يحدث اليوم في بكركي ، في قانا الجليل افتتح يسوع رسالته العامة في اول ظهور له في عرس ليقول انه ” هو ، عرس البشرية جمعاء ، وليقول ايضا ، ان يسوع المسيح هو فرح وسعادة كل انسان “.

وتناول غبطته سر الزواج في مكنوناته ورمزيته وابعاده وقدسيته ، لافتا الى حضور الله الدائم في هذا السر المقدس ، من خلال الحب الزوجي ، والايلاد ، والتربية والهموم والافراح ، والاحزان التي يمر بها كل زواج وكل عائلة مدعويين الى القداسة “. واشار الى ان ” الكنيسة رفعت على المذابح قديسيين كبارا من الازواج ، آباء وامهات رفعوا الى رتبة القداسة بالحب ، والحياة العائلية من امثال مريم ويوسف ، والدا القديسة تريزيا الطفل يسوع ، وغيرهم كثر ، للدلالة ان الزواج دعوة الى القداسة الدائمة ، وهو ارتباط واتحاد مع الحب الالهي ” . اضاف : ” في عرس قانا الجليل حول يسوع الماء الى خمر فائق الجودة ، وفي عرسكم يحولكم يسوع من اثنين الى واحد ، لتنتفي ” الانا وانت ، والانت وانا لتصبح ” نحن في واحد متحدين بالحب والقداسة “. وهو اي ” يسوع يريدكم ان تكونوا خلية حية من هذا المنطلق الى مجتمع تشكلون فيه مدرسة طبيعية للقيم الانسانية ، والاخلاقية ، لإنكم كمسيحيين ترتبطون بسر الزواج المقدس مما يجعلكم مع العائلة كنيسة بيتية صغيرة ، لذا ادعوكم لكي يكون ” كل واحد منكم خمرة حب للآخر ، وان تبقوا هكذا الى الابد مهما عصفت بكم الانواء ، او عاندتكم الظروف و الايام ، والحب الذي جمعكم اليوم لتكونوا واحدا ، تذكروا انه اصبح من اليوم شريكا معكم في حب الله ” . ودعاهم غبطته في كلمته ليكونوا ” خمرة حب في مجتمعاتهم ، يزرعون فيه الرجاء والامل ، و الحب المتبادل القائم على المحبة والاحترام ، والقداسة ” . وختم كلمته بالقول :” لبنان اليوم بأمس الحاجة الى حب نابع من القلب الى فرح ، ارفضوا دائما الحزن واليأس والانقسام ونادوا كل اللبنانيين للخروح من خلافاتهم ، ويسقطوا الجدران التي تفرق في ما بينهم ، الى ما هو اجمل واسمى ، الى ” شركة حب وحياة “.

وفي ختام القداس القى رئيس الرابطة الامير سمير ابي اللمع كلمة جدد فيها ” العهد والوعد في عرس الفرح ” ، وقال : ” …. العرس الجماعي الذي بادرت الرابطة المارونية الى اطلاقه ، اصبح مؤسسة قائمة في ذاتها ، وحدثا ينتظره الموارنة ، لانه يشكل خطوة جريئة وبانية على طريق تيسير سبل الزواج للناشئة ، وقد آلت الرابطة على نفسها ، ومن ضمن ما تسمح به امكاناتها ، الاسهام في تحفيز عملية الارتباط الزوجي المقدس . وفي اي حال ، فأن هذا الاسهام ، ماديا كان ام معنويا ، يبقى رمزا اذا لم يندرج في خطة متكاملة ترمي الى بناء منظومة من الحوافز التي تتصل بملفي السكن والتعليم ، بالتنسيق مع الكنيسة والاجهزة المنبثقة منها ، وهذا ما تسعى اليه الرابطة المارونية بجد واهتمام “.
اضاف ابي اللمع : ” ان التحديات المعاصرة ، خصوصا على المستويين الاقتصادي والاجتماعي ، رفعت نسبة العازبين التي بلغت حدا مقلقا ، فكان لا بد من التصدي لهذه التحديات بعمل مشترك تنخرط فيه الرابطة المارونية الى جانب الكنيسة بكل مؤسساتها ، وذلك بوضع امكاناتهما معا في خدمة النشء للانخراط في سر الزواج “. واكمل قائلا : ” …ان ما جمعه الله لايفرقه انسان ” . بهذه الروح يتقدم الازواج من مذبح الرب الذي يرعى اتحادهم بقوة الثالوث الاقدس ونعمة السيد المسيح الذي اجترح معجزته الاولى في عرس قانا الجليل محولا الماء الى خمرة ، للدلالة على عمق التحول الذي يحدثه الزواج في حياة الانسان “.

تجدر الاشارة الى ان الرابطة قدمت للازواج الجدد باقة من الهدايا والتقديمات ، بحيث وفرت عليهم بذاة العرس للعريس والعروس ، وسيارات الليموزين مع الزينة ، كذلك زينة الكنيسة ، وبطاقات الدعوة ، ورسوم معاملات الزواج، اضافة الى بوليصة تأمين صحي لمدة سنة في صندوق التعاضد الماروني ، وتصوير فيديو وفوتوغرافي للعرس ، اضافة الى بركة رسولية من السفارة البابوية ، وقدمت الرابطة الى كل هذه الهدايا والتسهيلات مبلغ نقدي قدره الفي دولار اميركي لكل عروسين “.