الرابطة المارونية ترفض أي تعامل آحادي مع المدينة المقدسة

بقلق كبير تنظر الرابطة المارونية الى اعتراف الرئيس الأميركي بقرار إسرائيل جعل مدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة الاميركية إليها.

وترى الرابطة أن هذا القرار الخطير يستفز مشاعر الفلسطينيين ويؤجّج الصراع ويؤخّر السلام.

إن الرابطة المارونية وبوحي من إيمانها المسيحي ترفع الصوت عالياً لتذكِّر العالم بيهوده ومسلميه ومسيحييه بأن مدينة القدس هي بالنسبة إلينا مدينة يسوع وأرض البدايات المسيحية وأولى الكنائس مثلما هي أرض الهيكل بالنسبة الى اليهود وأولى القبلتين بالنسبة الى المسلمين، وأيّ تنكر لهذه الحقيقة أو محاولة لاحتكار المدينة وفرض هوية حصرية عليها إنما هو سبب لتفجير صراعات لا تنتهي.

وترفض الرابطة المارونية أي تعامل آحادي مع المدينة المقدسة وتحذّر من أن تهويد القدس أو أسلمة قضيتها سيجران الى الانفجار ولذلك لا بدّ من تحرّك على مستوى الأمم المتحدة لحماية مدينة القدس كأرث للبشرية والتعامل مع وضعيتها الإستثنائية والفريدة بما يجعلها مدينة مفتوحة.

وتدعو الرابطة المارونية الدول العربية الى الإستجابة لنداء لبنان بتوحيد الكلمة في شأن قضية القدس، وترى أن لبنان مؤهل بتاريخه وبمعناه الوجودي لأن يكون حارساً للمدينة المقدسة بإرثها ورمزيتها.

فلبنان بتجربته الانسانية وبدستوره والحياة اليومية فيه هو وطن يُكرّس الاعتراف بالحق في الاختلاف دينياً ومعتقداً وعرقاً وهذا ما يجعل منه مركزاً طبيعياً لاختبار وتطوير ثقافة الحوار بين الحضارات والأديان والأعراق. وعسى أن تكون الصدّمة التي أحدثها قرار رئيس الأميركي بداية وعي ومسارٍ في الاتجاه الصحيح.