دقّ رئيس الرابطة المارونية النقيب سمير أبي اللمع “جرس الانذار” داعياً جميع القيادات اللبنانية، المسيحية والاسلامية الى اتخاذ موقف تاريخي موحد ينقذ وطنهم من التمزق والضياع في لحظة مفصلية يمرّ بها الشرق الاوسط- ولبنان منه في القلب- بمخاض كبير لا يمكن التكهن بنتائجه.. وأضاف أن لبنان هو اليوم على على أبواب انتخابات رئاسية، وفي هذا الاستحقاق تضمّ الرابطة المارونية صوتها الى صوت البطريرك الراعي ومجلس الأساقفة الموارنة، بوجوب إجراء هذه الانتخابات المصيرية في موعدها الدستوري، ومقاربة الاستحقاق بالقدر الاكبر من التوافق الوطني عموماً، والمسيحي خصوصاً، على شخصية الرئيس الجديد، والابتعاد ما أمكن عن الشروط والشروط المضادة، التي قد تعيق عملية الانتخاب في الموعد المحدد، وتضع البلاد تحت قبضة الفراغ، خصوصاً في وجود حكومة تصريف أعمال غير قادرة على اتخاذ القرارات الحاسمة، وحكومة مكلّفة لم تؤلف بعد.
كلام أبي اللمع جاء خلال ترؤسه الجمعية العمومية السنوية للرابطة المارونية التي عقدت في مبناها بالمدور قاعة ريمون روفايل، بحضور أعضاء المجلس التنفيذي، وذلك بعد توافر النصاب القانوني لعقدها. وقد تقدم المشاركين في الجمعية النائب نعمة الله أبي نصر، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، الرئيس السابق للرابطة الدكتور جوزف طربيه ومحافظ الجنوب بالوكالة نقولا ابو ضاهر.
وأوجز رئيس الرابطة انجازات المجلس التنفيذي متوقفاً عند التحرك الكثيف الذي إضطلع به بعد مرور ما يقارب التسعة أشهر على انتخابه، كاشفاً عن مشروع لعقد مؤتمر ماروني عالمي في لبنان بالتعاون والتنسيق مع المؤسسة المارونية للانتشار واللجنة المعيّنة من البطريركية المارونية، وعقد مؤتمر وطني موسع في مطلع السنة المقبلة في إطار تصدّي الرابطة لواقعة بيع الاراضي في العديد من المناطق اللبنانية، ما ينذر بتبدّل ديموغرافي وجغرافي يخلّ بالتوازن الوطني وشركة العيش. وأكدّ أبي اللمع ثوابت الرابطة في الدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله ورسوخ منطق الدولة على ما عداه، الدفاع عن مقام رئيس الجمهورية بوصفه رمزاً لوحدة لبنان وحامياً للدستور وتعزيز صلاحياته للاضطلاع بدور الحاكم والحكم.
وعرض ابي اللمع محصلة جولة الرابطة على القيادات المارونية، داعياً الى تقديم المشتركات التي تشكّل قاعدة التقاء وتوافق بين الاحزاب والقيادات المسيحية والإسلامية، إذا تعذّر توصلها الى وحدة موقف على مستوى الخيارات السياسية الاستراتيجية.
أبي نصر:
بعد ذلك تلا أمين عام الرابطة المحامي فارس أبي نصر تقرير الامانة العامة الذي تضمن عرضاً شاملاً لنشاطات المجلس التنفيذي واللجان على مختلف الصعد. وأشار الى الخلوات التي عقدتها هذه اللجان وطرحت خلالها ملفات دقيقة وحساسة، خصوصاً في مجالات التربية والتعليم والصحة والاعلام. إضافة الى الندوات والمحاضرات التي نظمتها لجنة المناطق وإنماء الريف ولجنة النشاطات، حول موضوعات في بالغ الأهمية كاللامركزية الادارية الموسعة، وإنماء الريف والانتقال من المساعدة الاجتماعية الى النهضة الاقتصادية، وتناول أبي نصر في تقريره نشاط لجنة الدراسات الدستورية والقانونية وما أنجزته من دراسات في مجال تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية، وقانون الانتخاب، وميثاق مراعاة الغير.
وأضاء تقرير الامين العام على موضوع بيع الاراضي وما يحمله من أخطار على البنية الديموغرافية والجغرافية للبنان، كاشفاً عن الدعوة الى مؤتمر لمعالجة هذا الوضع في مطلع العام المقبل.
كما عرض للتواصل مع بلدان الانتشار من خلال التنسيق مع الابرشيات المارونية في الخارج، واعتزام المجلس التنفيذي التحرك في اتجاه هذه البلدان انسجاماً مع خطّ الرابطة بربط المنتشرين بالوطن الام، والعمل على استعادتهم الجنسية اللبنانية، وضمان حقهم في الانتخاب.
قماطي:
ختاماً تلا أمين صندوق الرابطة المحامي ميشال قماطي البيان المالي فتمت المصادقة عليه.
وخلال الجمعية وزع العدد السنوي من مجلة الرابطة المارونية الذي تضمن عرضاً شاملاً لكل نشاطات الرابطة المارونية خلال الاشهر التسعة المنصرمة.
وثائقي ومجلة:
تخلل الجمعية العمومية عرض فيلم وثائقي بعنوان “أرضي مش للبيع” الذي أعدّه الفنان غدي الرحباني، التي أسهمت الرابطة المارونية في إنجازه كما وزّع العدد السنوي من مجلة الرابطة المارونية الذي تضمن عرضاً شاملاً لكل نشاطات الرابطة خلال الأشهر التسعة المنصرمة.