1-8-2014
عقد اتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية جلسة طارئة برئاسة رئيس الرابطة المارونية النقيب سمير أبي اللمع في مقر الرابطة، حضر جانباً منها الرئيسان السابقان للرابطة الوزير السابق ميشال اده والامير حارس شهاب.
عرض المجتمعون للأوضاع المأساوية التي تمرّ بها المنطقة العربية وخصوصاً في العراق وغزة، وما يتخللها من كوارث إنسانية وعمليات ابادة وتهجير، فرأوا أن مواصلة ارغام المسيحيين في بعض المناطق العراقية على ترك أرض آبائهم والاجداد بسبب إنتمائهم الديني وسط صمت دولي وعربي وإسلامي مريب، هو وصمة عار على جبين دول القرار والأسرة الدولية مجتمعة التي تتعامى عن الحقيقة وتصم الآذان.
كما أن الجرائم البشعة التي ترتكب في القطاع على مدار الساعة والتي أدت الى سقوط ما يزيد على الالف قتيل والاف الجرحى تعتبر جرائم حرب لا يمكن للمجتمع الدولي والعربي المسيحي والإسلامي السكوت عنها.
إن اتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية، وإزاء هذا المشهد المثقل بالالآم والفواجع، وما يتهدد لبنان من تداعياته، يرى الآتي:
1- مطالبة المرجعيات الاسلامية في العالمين العربي والإسلامي اتخاذ موقف واضح وصريح تجاه ما يهدد العلاقة التاريخية بين الديانتين المسيحية والإسلامية، وصولاً الى خطوات عملية تضع الامور في نصابها، فلا تبقى عرضة للألتباس والتفسيرات المتناقضة والمتعارضة وذلك انتصاراً لروح الشراكة بين هاتين الديانتين.
وإنه في هذا السياق يوجب على الاخوة المسلمين ادانة ما يحصل في حق المسيحيين في الموصل ونينوى، والذي يضرب التعددية والتنوّع اللذين كانا يشكلان إحدى الركائز الاساسية لحضارة بلاد ما بين النهرين، كما يوجب على الاسرة الدولية والعالمين العربي والإسلامي التحرك لدعم هذا التوجه بالبحث عن آليات عملية تساعد على الوقوف في وجه الموجة التي تطاول سلبياتها الديانات السماوية وعلى الاخص الديانة المسيحية.
2- ادانة ما يتعرض له قطاع غزة من مجازر في ظل لامبالاة المجتمع الدولي والعربي، الإسلامي والمسيحي، وردات الفعل الخجولة على المذابح التي ترتكب في حق الاطفال والنساء والشيوخ، وضرورة اتخاذ قرار دولي ينتج عنه وقف اطلاق النار وفكّ الحصار وفتح المعابر توفيراً لحق أبناء غزة في الحياة الكريمة.
3- الدعوة الى قمة مسيحية – إسلامية ذات طابع مسكوني للبحث في كيفية التصديّ العملي لكل حركات التطرف، وتقديم المشتركات بين هاتين الديانتين السماويتين. كما دعوة الامم المتحدة، وجامعة الدول العربية ومنظمة العالم الإسلامي الى التحرك الفوري والمباشر لوقف ما يحصل في الموصل ونينوى بحق المسيحيين، واتخاذ الإجراءات العملية الآيلة الى تأمين عودة آمنة لهم عبر قررات وضمانات دولية نافذة.
4- استنفار طاقات اتحاد الرابطات المسيحية وإمكاناتها بالتعاون مع كل المخلصين في كل المواقع والمناطق اللبنانية، لنسج تحالف واسع يضع في مقدّم أهدافه مع الشركاء في الوطن، انتصار منطق حوار الاديان والحضارات في وجه النظريات الداعية الى صدامها والمراهنة على تنافرها.