أكّد رئيس الرابطة المارونية النائب السابق نعمة الله أبي نصر وقوف الرابطة الى جانب البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في مطالبته بالحفاظ على الثوابت اللبنانية، وعدم الانقلاب على ميثاق العيش الواحد بين اللبنانيين، وتثبيت التعددية والتنوع، وعدم المساس بالشراكة المسيحية – الاسلامية التي هي سمة لبنان ودعامة نظامه الديمقراطي، وأن التوافق بين طرفي هذه الشراكة هي ضمانة الكيان الوطني، وديمومة التجربة الحضارية لوطننا. إنّ عظة البطريرك الراعي في عيد انتقال السيدة العذراء ليست موجهة ضدّ أحد في لبنان، بل هي دعوة للجميع كي يتحمّلوا مسؤولياتهم في هذه الاحوال الصعبة والدقيقة.
وأضاف أبي نصر يجب التعامل مع صرخة سيد بكركي بإنفتاح، والتعاطي معها بجديّة، لانّه لم يعد في مقدور لبنان الاستمرار في دوره، من دون ضمانات دستورية تعيد التوازن والتكافؤ في آلية الحكم والمؤسّسات العامّة، وإحياء الممارسة الديمقراطية السليمة في شتى الميادين السياسية والإجتماعية بعيدًا عن الديمقراطية العددية لما ينطوي عليها من أخطار على مستقبل لبنان ومآل التنوع الذي يعد من الخصائص الملازمة لكيانه. فالحياد الايجابي ليس خروجًا على الثوابت.
وإنّ الدعوة الى الدولة المدنية واللامركزية الادارية والعمل على تحييد لبنان عن الصراعات العربية، ليست كفرًا ولا خروجًا عن المسلّمات الوطنية، ولا ضيم من إجراء إنتخابات نيابية مبكرة من دون التلهّي بسَنّ قانونٍ جديدٍ.
وتابع أبي نصر إنّ عظة البطريرك الراعي لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، هي خارطة طريق، وتضمّنت أفكارًا قابلة للنقاش الهادئ بين مختلف الاطراف. وهي صادرة عن مرجعية روحية كان لأسلافها الدور الكبير في ولادة لبنان الكيان ولبنان الدولة، ويهمّها قبل أيّ شيء الحفاظ على هوية لبنان وعلّة وجوده.