في لقاء حاشد عقد في 28/9/2018 في مقر بلدية كفردبيان، أطلق رئيس بلدية كفردبيان الدكتور بسام سلامة الخطة الإنمائية الزراعية التي بدأ العمل بها منذ فترة بالتعاون مع لجنة إنماء الريف في الرابطة المارونية، وبمسعىً منها، وكلية العلوم الزراعية والغذائية في جامعة الروح القدس – الكسليك.
كانت كلمة بالمناسبة لكل من المحامية كارلا شهاب عضو المجلس التنفيذي ومقررة لجنة إنماء الريف في الرابطة المارونية والأب البروفسور جورج حبيقة رئيس جامعة الروح القدس – الكسليك والدكتور بسام سلامة رئيس بلدية كفردبيان والدكتورة لارا واكيم عميدة كلية العلوم الزراعية والغذائية والأستاذ وهيب عقيقي نائب رئيس بلدية كفردبيان والدكتور اميليو مونس منسق المشاريع في كلية العلوم الزراعية والغذائية في جامعة الروح القدس – الكسليك.
إليكم كلمة المحامية كارلا شهاب:
″إحباءنا كرام الوجوه،
أرضي هويتي، نعم، أرضنا هي الهوية والجذور والإنتماء والوجود، بذل أجدادنا وآباؤنا الدّم والعرق في سبيل المحافظة عليها، وتسلمناها أمانة في أعناقنا. فمن هنا ومن على هذا المنبر بالذات، نناشد الأجيال الصاعدة المؤتمنة على التراث، التمسك بالأرض والجذور.
أنتم من سيتابع مسيرة الحفاظ على الهوية والإنتماء والكيان،
أنتم تراث لبنان الحّي الذي لا يزول بقوة ألله.
أرضنا ليست للبيع، إيماناً منّا بقيمتها التي لا تقدّر بمال وبثرواتها الطبيعية وغلالها المتنوعة.
قال يوماً المفكر الفرنسي Antoine De St.-Exupéry
” لا نرث الأرض عن جدودنا، بل نستعيرها من أطفالنا “.
سخاء الأرض صدقٌ مطلق، فلنخطّط معاً كل بموقعه وكأننا نعيش ابداً.
فلنطوّر زراعاتنا، ولنستصلح أراضينا، ألم يكن يوماً ” فلاح مكفي، سلطان مخفي” ؟
وانطلاقاً من إهتمام لجنة إنماء الريف في الرابطة المارونية بالعمل على إنماء المناطق الريفية، والمساهمة في تثبيت أبناء الريف في قراهم، نشأت فكرة خلق نوع من التعاون بين كلية العلوم الزراعية والغذائية في جامعة الروح القدس – الكلسليك وبلدية كفردبيان. وقد لاقت ترحيباً وتجاوباً من الفريقين، تكلّلا بتوقيع ” إتفاقية تعاون ” بتاريخ 8/6/2018، فعسى أن تثمر نتائج عملية ملموسة تحسّن أوضاع المزارعين الصعبة، وتساهم في تنشيط القطاع الزراعي في البلدة.
لقاؤنا اليوم هو لقاءٌ تشجيعي واعد للمزارعين، وإحترامٌ لتربة أرضنا المعطاء التي تتجدّد كل عام بسواعدهم وإرادتهم الصلبة المستمدة من صخور هذه الجبال.
إنطلاقاً من بلدة كفردبيان الكريمة، ندعو جميع المناطق والبلدات والقرى الزراعية في كسروان، الى إنشاء تعاونيات زراعية متخصصة، وتعاونيات زراعية للصناعات الغذائية كالمونة مثلاً، والى تفعيل وتحسين إداء وعمل الجمعيات التعاونية القائمة أصلاً، وعددها للأسف قليل نسبياً في كسروان (ونحن حالياً نتعاون مع بلدية كفردبيان لإنشاء تعاونيات زراعية للتفاح…).
كمــــا نـــدعو الى إستـحداث أسواق لعـرض منــتــــوجــات كــل قــرية ضمـن نطاقـها في موعـد أسبــوعـي ثـابـت، وفــي مـكان دائـــم، ليـصبــــح هــذا السوق محطـــة دائـمـة يـقصـدها النـاس من كــل حـــدبٍ وصـوب Le marché du village ، كما في معظم البلدان الأوروبية.
ونطالب بإيلاء الزراعة العضوية الخالية من الأسمدة الكيميائية جزءاً من الإهتمام، حيث بالإمكان إستحداث بعض البساتين المزروعة عضوياً، يستطيع الزائرون قطف محاصيلها بأنفسهم وتعبئة سلالهم Le panier organique.
أعزائي، مع غياب كامل لسياسة رسمية زراعية واضحة وطويلة المدى، مع ما يشكّل ذلك من مخاطر على أمننا الغذائي، لم يبقَ لنا سوى أن نثابر ونعمل معاً كلٌ بموقعه، وأن نسعى الى تضافر الجهود بين كافة الجهات من نواب وأحزاب ومؤسسات وجامعات وبلديات وهيئات وجمعيات أهلية ومواطنين لنصل الى الغاية المرجوة. الفشل في التخطيط هو حتماً التخطيط للفشل، لنعمل معاً الى خلق نهضة تنموية زراعية قائمة على المشاركة والتعاون والتكاتف والتعاضد بين مختلف الفرقاء، بغضّ النظر عن الإنتماءات والتوجهات السياسية. فلنتوحّد حول هدف واحد سامٍ وهو الإنماء، واضعين نُصب أعيننا رفع مستوى معيشة المواطن وتحسين نوعية حياته…
من أهداف لجنتنا، إنشاء مركز دائم للجمعيات التعاونية الزراعية الإنتاجية والتصنيعية، ولكل من يهتم بالمونة من ربات المنازل، وجمعيات أهلية ومنظمات غير حكومية. لقد سبق وتقدمنا بكتاب خطي لتأمين مكان مناسب لإقامة المعرض الدائم في قضاء كسروان من رئيس إتحاد بلديات كسروان – الفتوح الشيخ جوان حبيش، آملين تجاوبه.
فالمونة، وهي من صلب تقاليد تراثنا الشعبي، تتماشى مع الأهداف العالمية للتنمية المستدامة من بينها تأمين غذاء صحي خالٍ من المواد الحافظة، تنمية الأرياف، تمكين المرأة، وتشجيع المزارعين على زيادة الإنتاج، الى ما هنالك.
نرفع الصوت عالياً ونطالب بحماية المنتوجات الزراعية عبر مراقبة الحدود، ومنع تهريب السلع الزراعية،
بمراقبة الأدوية الزراعية، وإرشاد إستعمالها لحماية صحة المزارع والمستهلك وسلامة البيئة،
دعم إنشاء برادات تخزين غير تقليدية Atmosphère contrôlée، العمل على تطوير وتحسين الإنتاج الزراعي، واقتناء السّلالات الجديدة والمناسبة للظروف المحلية، تطوير التعليمات والقوانين ومعاقبة مخالفي تطبيق التعليمات، تقوية التفتيش والرقابة والمتابعة.
وهنا، أتوجه للبلدية وأشدد على ضرورة الإستفادة من إمكانيات الدول المانحة في دعم المزارعين لتطبيق الممارسات الزراعية المتميزة…
وبصوت عالٍ، نطالب بضّم المزراع الى الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي.
اللائحة طويلة…
لكنني سأكتفي في هذه المناسبة بهذا القدر، متمنية بإذنه تعالى الإستمرارية والمتابعة والنجاح لهذه المبادرة، لما فيه خير المزارعين جميعاً.
عشتم، عاشت بلدة كفردبيان، عاش لبنان. ″