“أصدقاء الجامعة اللبنانية”: الإنذارات والدعاوى لن توقفنا عن السير في معركة محاربة الفساد في الجامعة – المطران الصياح: نريد ان تكون إدارة الجامعة مثالاً في الفعالية والشفافية والنزاهة

أقرّت الكنيسة المارونية إلزاميّة التّعليم في لبنان خلال المجمع اللبناني في العام 1736، في دير سيدة اللويزة، وكان هذا القرار الاول من نوعه في العالم. واليوم تُطلق الكنيسة صرخة من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته جمعية “أصدقاء الجامعة اللبنانية” ظهر أمس في نادي الصحافة، للردّ على الشكاوى الموجّهة ضدّها، وشارك فيه رئيس لجنة الجامعة اللبنانية في البطريركية المارونية المطران بولس الصيّاح، رئيس اتحاد “اورا” الاب طوني خضره، نائب رئيس “أصدقاء الجامعة اللبنانية” الدكتور أنطونيو خوري وممثل الأساتذة الديمقراطيون في الجامعة اللبنانية الدكتور عصام خليفة، وحضره الاستاذ أنطوان واكيم ممثل رئيس الرابطة المارونية النقيب أنطوان قليموس، رئيس حركة الأرض طلال الدويهي، ممثّلي الكنائس الـ13 في اتحاد “اورا” والأحزاب اللبنانيّة، محامين ونقابيين، ممثّلي الصحافة المكتوبة، المرئيّة والمسموعة والالكترونية، الفعاليّات الأكاديميّة والجمعيّات الأهليّة، وعدد من أعضاء اتحاد “اورا”.

بدايةً كانت كلمة للمطران الصياح اعتبر فيها ان “الشفافية والمساءلة هما أساس في كل عمل وطني، حيث تبدأ المسائلة من الذات من دون الخشية من ان يسائلنا الآخرون، والسبيل الى النمو والتقدم والازدهار الذي نريده لجامعتنا ومؤسساتنا الوطنية كافة”. ورأى أنّه “الحوار الصادق هو الحل لتباين الآراء بين افراد المجتمع وفي حال فشل الحوار يكون القضاء العادل هو المجأ الأخير والامين، لأنه الأساس في الملك”.

واعرب عن فخره بكون “الجامعة اللبنانية صرح للتعليم المميز والممتاز، وواحة يلتقي في رحابها أبناء الوطن على جمال تنوعهم، في جو من الحرية والاتفتاح، وبانتاجها العلمي، والابحاث الرائدة التي تقدمها لمجتمعنا اللبناني ولكل العالم”، مشدّداً على “ضرورة ان تتمرس الأجيال الشابة في الجامعة على احترام النهج العلمي والفكر النقدي، ومواكبة التقدم التكنولوجي”.

كما وجّه التحية إلى “طلاب الجامعة واساتذتها وكل العاملين فيها، ومجلسها وادارييها، وعلى رأس هذه الإدارة الدكتور فؤاد أيوب”، وقال:”نحيي هذه الادارة التي نريدها مثالاً في الفعالية والشفافية والنزاهة ومواكبة التقدم العلمي والإداري، إدارة تمارس مهامها بحسب القوانين كما تعمل أيضا على تطوير تلك القوانين للتماشي مع متطلبات الحداثة والفعالية التربوية.”

وحيّا الصياح ” اتحاد “اورا” وجمعية “أصدقاء الجامعة اللبنانية” على عملهم المجاني الدؤوب، وعلى الجدية والمناقبية التي يتحلون بها وعلى الروح الوطنية الرفيعة الي توجه عملهم دائماً، وكذلك الاب طوني خضره وكل معاونيه على الجهود الجبارة التي يبذلون سعياً وراء خلق توزان بين كافة مكونات الوطن، حفاظاً على الميثاقية والتوازن بين مكوناته كافة، بالاضافة ممثلي الأحزاب والفعاليات الاكاديمية الذين يشاركون في إنجاح هذه الخدمة”.

ثم تلا الأب خضره بيان المؤتمر وجاء فيه:

” إنطلاقاً من قناعتنا الراسخة أنّ الجامعة اللبنانيّة هي جامعة الوطن، جامعة كل اللبنانيّين في هذا الوطن، ومن ممارستنا الوطنيّة غير الفئويّة في إتّحاد “أورا” وفي جمعيّة “أصدقاء الجامعة اللبنانيّة” التي يشهد عليها كل من تعاطى معنا.

إنطلاقاً من اعتبارنا أنّ التعليم العالي هو اساس التنمية المستدامة في كل البلدان وفي وطننا لبنان، وأنّه حقٌّ لكل الفئات بانتماءاتها المختلفة، وإنطلاقا من توصية الأونيسكو بشأن أوضاع هيئات التدريس في التعليم العالي والتي وافقت عليها الحكومة اللبنانيّة والتي أكّدت المادة 36 منها على أنّه “ينبغي لأعضاء هيئات التدريس في التعليم العالي آن يسهروا على المساءلة العامة اللازمة لمؤسّسات التعليم العالي”.

إنطلاقاً من المادّة 11 من الإعلان العالمي للتعليم العالي الصادر في العام 1998 والّذي نصّ على أنّه “ينبغي أن يشارك كل أصحاب الشأن كأطراف بالكامل في عمليّة تقييم مؤسّسات التعليم العالي”.

إنطلاقاً من موقعنا كجمعيّة أهليّة لا تبغي الربح وتسعى الى نهضة الجامعة اللبنانيّة عبر إعداد دورات لتحضير الطلّاب لمباريات الدخول وعبر تكريم المتفوّقين والمبدعين من طلّاب الجامعة وعبر تكريم المتقاعدين من اساتذة الجامعة مركّزين على التوازن الوطني والميثاقيّة في العمل العام ومحاربة الفساد والمفسدين.

إنطلاقاً من أنّ مساءلتنا لإدارة الجامعة هي بهدف تصويب العمل فيها عندما تعتريه الشوائب من أيّ جهةٍ أتت وبهدف الحثّ على تأمين تعليم جامعيّ نوعيّ للطلّاب يمكّنهم من المنافسة في سوق العمل.

إنطلاقاً من حرصنا على نشر ثقافة احترام الحرّيات التي نقدّسها وعلى التنوّع الثقافيّ الّذي نعتبره إحدى ثروات لبنان، قمنا بالتحاور مع رئيس الجامعة الدكتور فؤاد أيّوب ووجّهنا إليه دعوات عديدة  لتصحيح المسار في الجامعة لإبعادها عن المسار الإنحداريّ الّذي تسير فيه ولدفعها للمحافظة علي الخطّ الوطنيّ المتوازن الّذي يجذب إليها كلّ اللبنانيّين وكل الغيورين على مصلحة الجامعة، وكنّا دوماً في منتهى الصدق والأخلاق في التعاطي مع رئيس الجامعة وإذ بنا نفاجأ بتوجيهه إلينا  إنذاراً وبتقديم دعاوى بحقِّ نقابيّين وإعلاميّين ورجال دين؛ ونتساءل أمام الرأي العامّ اللبنانيّ لماذا هذا التوجّه العدائيّ الّذي أقدم عليه الدكتور فؤاد أيّوب؟

نأسف لهذا التوجّه ونستنكر أشدّ الاستنكار لغة الإنذارات والدعاوى ونعتبرها دليلاً واضحاً على إنعدام لغة الحوار عند الدكتور أيّوب وهذا ما لا نقبله من مسؤول يحتلّ مركزاً وطنيّاً هو ملك للشعب اللبنانيّ وليس لفئة معيّنةٍ منه؛ كما أنّنا نعتبر أنّ هذه الإنذارات والدعاوى التي تشكّل محاولة في قمع الحرّيّة ومنع المساءلة، لن تثنينا عن السير قدماً وبإصرارٍ أكبر في معركة محاربة الفساد في الجامعة وفي معركة المطالبة بالتوازن الوطنيّ في الجامعة اللبنانيّة والميثاقيّة والشفافيّة والأخلاقيّة فيها دفعاً للأخطار التي تهدّد الجامعة من الممارسات غير المسوولة لبعض المسؤولين فيها.

وإذا كان البعض يعتبر أنّ الملف الأكاديميّ لرئيس الجامعة مشوب بأخطاء فالأجدر في نظرنا هو أن يضع رئيس الجامعة ملفّه في عهدة القضاء حفاظاً علي سمعة الجامعة وعلى مستقبل أساتذتها وطلّابهاء لأنّنا لنا جميعاً ملء الثقة بالقضاء الّذي ينصف أيّ مظلومٍ، ويعطي كلّ صاحب حقٍّ حقّه إنقاذاً لسمعة الجامعة ولسمعة الدكتور فواد أيّوب نفسه.

إنّنا حريصون على الجامعة وعلى الدكتور أيّوب ولن نرضى اقفال باب الحوار حتّى مع من قاطعونا الّلهم إلّا إذا أرادوا هم عزل أنفسهم وهذا ما لا نرضاه لهم”.

بدوره تحدّث الدكتور عصام خليفة عن “الانعاكسات السلبية لاداء رئيس الجامعة الدكتور فؤاد ايوب على مسيرة الجامعة اللبنانية”، وممّا جاء في حديثه:

“مسألة الشغور الإداري، حيث يتحمل ايوب المسؤولية بنفس القدر الذي يتحمله من سبقه من رؤساء الجامعة في الفترة الأخيرة. ثمة جهاز اداري اغلبه يقترب من سن التقاعد، من دون سياسة جدية لتنسيب عناصر جديدة في ملاك الجامعة وتدريبها. فهناك حاليا حالة طوارئ فعلية في اغلب الكليات والفروع يعبر عنها عجز الادارات عن القيام بمهمات اساسية منوطة بها.

الترقيات والترفيع: تخضع اغلبيتها الساحقة لاعتبارات شخصية وتأمين خدمات مقابل دعم وولاء. وتخضع لاعتبارات كيدية تجاه البعض الاخر واكثرية الترقيات تستند الى اعتبارات هي على نقيض الكفاءة والاستحقاق.

يعين د.ايوب لجان تقييم بديله او مقيمين بدلاء لابحاث الزملاء اذا لم يعجبه تقييم الاصيلين. وتصنف ابحاث بانها اصيلة بعد ان كانت قد رفضت من اكثر من مقيم. وذلك لان المستفيدين من التقييم هم من جماعة ايوب او ممن لديهم واسطة عنده ويعاد تكوين جهاز الاساتذة برتبة استاذ في ضوء هذه الاعتبارات فقط.

واذا انطلقنا من موضوع الساعة الذي هو الترشيح لمناصب عمداء الكليات والمعاهد، نجد ان الاستنسابية في التعاطي مع ملفات الابحاث العائدة للاساتذة والتلاعب بها احياناً، وخلق حالة من الضغط المعنوي والمادي عبر الاتصال المباشر بالمقيّمين لتسريع انجاز تقييم ابحاث بعض الاساتذة المحظيين، والابقاء على الملفات المقيمه لعشرات الاساتذة في ادراج قلم الابحاث منذ سنوات بحجة اقتراب استحقاق ترشيح عمداء. مما ادى الى ترفيع العشرات من الاساتذة في شكل غير مسبوق. مع العلم ان قبول ترشيح اساتذة لمنصب عميد لا تتوافر فيهم شرط الاربع سنوات للتعيين، مما بضرب مبدأ المساواة بين الاساتذة ومن الطرائف ان د. ايوب وثلاثة عمداء رفعّوا انفسهم درجات منذ تاريخ دخولهم التعليم قبل عشرات السنوات. وصرّفوا نفوذهم  للترقي، واستفادوا بمبالغ توازي مئات ملايين الليرات( حصل ذلك في جلسة 8 نيسان 2018) والحقيقة لو حصل مثل ذلك في اي جامعة تحترم نفسها في فرنسا او في غيرها، لكان مصير اي قرار مماثل هو الطعن والابطال امام المراجع القضائية المختصة. وكان ذلك بمثابة فضيحة استغلال نفوذ وفساد كبرى تودي بفاعليتها الى الإقالة”.

كما تحدّث الدكتور انطونيو خوري وقال: “عندما نتكلّم عن الجامعة اللبنانية ورئاستها لا نقصد الإساءة أو التشهير بها بل نحاول وضع حد لبعض التصرفات التي تسيء إلى الجامعة أوّلاً ولرئاسة الجامعة اللبنانية ثانياً. عندما نتكلّم عن العشوائيّة والإستنسابيّة والتزلّم نحاول أن نعيد الجامعة إلى مسيرتها البرّاقة الصافية. كل هذا الكلام قلناه مراراً لرئيس الجامعة وجهاً لوجه وأرسلنا رسائل في هذا الموضوع مع بعض العمداء الّذين حاولوا تقريب وجهات النّظر، لكن مع الأسف الوعود ظلّت وعود وزادت الإستنسابيّة إلى حدٍّ لم تعد الجامعة تتحمّله”.

وأضاف “رئاسة الجامعة تريد أزلاماً لها لا قياديّين وأصحاب رأي حرّ للنهوض بالجامعة وهذا ما لم نتمنّاه. كنقابيّين سابقين و”أصدقاء للجامعة اللبنانية” كان مطلبنا الأساسي القيادة الجماعيّة في الجامعة من خلال المجالس التمثيلية وعودة القانون إليها مع حق المساءلة والمحافظة على الحريّات الأكاديميّة عموماً، لكن ما حصل ويحصل أزمات مفتوحة تعزّز فئويّة تنعكس على المستوى التعليمي وتضعف موقف الجامعة اتجاه الجامعة الخاصة.

وختم :”في آخر لقاء جرى بين لجنة جودة التعليم الأوروبيّة وإدارة الجامعة. هدّدت هذه اللّجنة إذا لم يتمّ إجراء إصلاحات ضروريّة لتطبيق الإتفاقيّات فيما يتعلّق بالتعليم العالي هناك خطر على عدم إعتراف الجامعات الأوروبيّة في المرحلة القريبة القادمة بشهادة الجامعة اللبنانيّة. وهذا حافز لنا لنُعلي الصَّوت ونطلب من كل الحريصين على هذه الجامعة التدخّل لإنقاذها ووقف الإنهيار فيها لتبقى جامعة لكلّ أبنائها الساعين لتقدّم العلم وبناء مجتمع المعرفة”.

وكانت مداخلات من عدد من المدّعى عليهم من قبل رئاسة الجامعة، حيث اعتبرت الإعلامية نوال ليشع عبّود أنّ هذه المحاولات تهدف إلى كمّ الأفواه وحريات الصحافة، وتحدث كابي سمعان عن خبرته مع إدارة الجامعة والشكاوى المتبادلة بينهما، وكذلك الإعلامي نوفل ضو تحدث عن موضوع عدم حصوله على شهادة الدكتوراه من الجامعة لاسباب عقائدية وسياسية.