لا تقريظ بل هو الواقع

annahar

25-7-2014
الياس عون

لم يصدف مرة اني توسلت التقريظ لشخص مهما سمت به الرتب، إذا لم يقدم على عمل لافت يستقطب الاهتمام، ويشدّ الانظار اليه. وفي كلامي على رئيس الرابطة المارونية سمير أبي اللمع ما يعزّز هذا التوجّه، ليس لصداقة قديمة تربطني به، ولا لوجودي على رأس لجنة الاعلام في الرابطة، ولا حتى لاعجابي ببلاغته وثقافته الموسوعيّة، بل للنشاط المكثف الذي يقوم به على غير مستوى وصعيد، خصوصاً من خلال التحرك الذي اضطلع به والمؤسسات المارونية العلمانية لمتابعة ملف الاستحقاق الرئاسي بالتعاون مع البطريرك الماروني. وكانت الجولات التي قام بها مع الوزيرين السابقين ميشال إده ووديع الخازن على رأس وفد مشترك من هذه المؤسسات، على القيادات المارونية بمثابة الحجر الذي حرّك المياه الراكدة في بركة هذا الاستحقاق.
على أن النشاط الأبرز كان تصدّيه لملف بيع الأراضي بتنظيمه مؤتمر “أرضي هويتي” في الخامس من تموز، وكان حدثاً نوعيّاً استقطب الأضواء الاعلامية، وشدّ الاهتمام مجدداً الى هذا الموضوع الذي كان يثار موسمياً، وبصورة غير منتظمة. ويبدو من خلال وقائع هذا المؤتمر المهمّ، أنه لن يكون كبيضة الديك، بل إنه سيتابع بأشكال شتى وأطر مختلفة لتحقيق الأغراض التي كانت وراء عقده.
وفي مراجعة أرشيف نشاطات “الرابطة المارونية” منذ تولّي النقيب أبي اللمع رئاستها، نجد كماً لا يحصى من الأخبار التي تناقلتها الصحف ووكالات الأنباء عن زيارات ولقاءات ومحاضرات وندوات علميّة ومبادرات ومتابعات. وهذا يدلّ إلى العمل الجاد للمجلس التنفيذي واللجان المنبثقة منه. وبطبيعة الحال قد ينبري البعض ليقول: ماذا فعلت الرابطة؟ ويتساءل: هل هي موجودة؟ هذا البعض: إما جاهل أو متجاهل. وعادة الانسان عدوّ ما يجهل، في حين أن المتجاهل يتعمّد أن يتغافل عن الحقيقة ولو بدت جليّة أمامه. وليس أسهل على من لا يقدّم إسهاماً، أو يشارك في حدث أو مناسبة، أن يكثر من الأسئلة بصيغة الإنكار. لكن الأمور واضحة ومدونة “أسود على أبيض” وموثقة، ولا سبيل لدفعها، بمجرد الرغبة في عدم الاعتراف بما حققته الرابطة من حضور.
تعاقب على الرابطة المارونية رؤساء أداروها بكفاية، وكانوا سنداً لرأس الشرعية اللبنانية، وعضداً لبكركي، وصائناً لدور لبنان الحضاري ورسالته الانسانية. واني لعلى يقين بأن الرابطة مارونية بانتمائها، لكنها لبنانية الهوية والهوى، وطنية المسلك، ميثاقية المنهج. وإن رئيسها الحالي النقيب سمير أبي اللمع، يحافظ على هذا الارث، ويعمل على إغنائه بالعطاء المتزايد.
الياس عون
نقيب محرري الصحافة اللبنانية

المصدر: http://newspaper.annahar.com/article/154576-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B8-%D8%A8%D9%84-%D9%87%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9