«أرضي هويتي» لـ«الرابطة المارونية»: قبل أن يصبح لبنان برسم البيع

تاريخ المقال: 7/7/2014

assafir newspaper news lebanon latest

غراسيا بيطار
رفع الموارنة في «أرضي هويتي» راية أرادوها لكلمة حق تدق ناقوس الخطر «قبل أن يصبح لبنان كله برسم البيع». هذا هو عنوان المؤتمر الأول من نوعه الذي نظمته «الرابطة المارونية»، وتمحور حوله اليوم الماروني الطويل في قصر المؤتمرات في ضبيه.
ببساطة، كانت الهواجس والأرقام مخيفة. كأن يورد النائب نعمة الله أبي نصر في الجلسة الاولى معطيات عديدة تخلص إلى واقع مفاده: «العاصمة بيروت بمجملها.. مباعة».
في الحضور لم يكن الصف الاول رسمياً بالمعنى الحكومي. تقدّمه من الاسماء المارونية النائبان فريد الياس الخازن وغسان مخيبر ورئيس «المجلس العام الماروني» وديع الخازن وممثلون عن تيار»المردة» ومسؤولون في حزب «الكتائب» وشخصيات حزبية وقضائية وقانونية وبلدية في مجموع قارب الـ400 شخص، وفق المنظّمين. وباركت بكركي المؤتمر، فحضر المطران نبيل العنداري ممثلاً للبطريرك بشارة الراعي.
عن قدسية الارض في الإسلام والمسيحية، تحدث رئيس «الرابطة المارونية» سمير أبي اللمع، فلفت الانتباه إلى أن «المسيحيين فقدوا في السنوات الأخيرة قسماً كبيراً من اراضيهم، وهناك مناطق اصبحت شبه خالية من المسيحيين بعدما بيعت اجزاء شاسعة من اراضيهم طوعاً أو إكراهاً أو إغراءً».
وأعلن أنّ المؤتمر هو لكل لبنان «فالموارنة فيه لا يملكون سوى مشروع الدولة اللبنانية»، وقال: «لا نعاني من رهاب الاجنبي ولا نحمل الكراهية لأحد. اننا نرحب بإقامة غير اللبنانيين على أرضنا بأعداد ومساحات محددة للسكن او للعمل، لكننا نرفض ان نصبح غرباء في وطن بذل اجدادنا وآباؤنا الدم والعرق في سبيل تكوينه». اما التفكير العميق في المسائل الكيانية فيقوده الى القول إن الوضع «مع اللاجئين النازحين في لبنان، أصبح نصف السكان في الوطن من غير اللبنانيين، وتحت ضغط الحاجة والإغراءات المشبوهة صارت الارض عقاراً محللاً للبيع، ليس فقط بين اللبنانيين بل من غرباء يتفوقون على اللبنانيين بقدرتهم الشرائية ويجدون في ارض لبنان ما لا يجدونه في أوطانهم».
ولأن الهوية اللبنانية من مسؤولية كل ابناء الوطن، دعا ابي اللمع الى ان نكون «يداً واحدة مسيحيين ومسلمين ودروزاً، قلماً صارخاً في الدفاع عن الركائز الوطنية التي قام عليها لبنان».
بدوره، استشهد المطران العنداري بنصه عندما قال: «اذا ربح الماروني العالم كله وخسر أرضه التي تكونت فيها هويته التاريخية يكون قد خسر نفسه». وتوقف عند واقع أن الموارنة يحملون اسم الارض التي سكنوها او الفوها فانتسبوا اليها وتكنّت عائلاتهم بأسمائها كالكسرواني والشمالي والعكاري والريفوني.. وكأن أرض اقامتهم أصبحت مصدر شجرات عائلاتهم»، خالصاً الى القول بان «الحفاظ على الارض حفاظ على الإرث الشخصي والجماعي والوطني».
اما عضو «الرابطة» الذي تولى مهمة تنظيم المؤتمر فارس ابي نصر فاستعمل الكلام المباشر، وقال: «الخطر محدق على لبنان من زحف بشري قادم اليه. جربوا أن ينفذوا هذا المخطط بالسلاح ايام الحرب وفشلوا، وها هم يسعون الى تنفيذه اليوم من جديد».
وفي كلمته المدعّمة بالأرقام، ذكر النائب ابي نصر الاسباب الموجبة لعدم بيع ارض الوطن من غير اللبنانيين. كما عدّد الضوابط المقترحة للحد من فوضى بيع الأرض من غير اللبنانيين لجهة مثلاً تملك الفلسطينيين.
كما عرض لبعض الضوابط المتداولة في لجنة الإدارة والعدل كأن «لا يجوز ان تتجاوز مساحة ما يمتلكه غير اللبنانيين ما نسبته 3% من مجمل مساحة لبنان»، ومورداً عن العاصمة بيروت ان «شركة سوليدير مستثناة من احكام قانون اكتساب غير اللبنانيين الحقوق العينية العقارية في لبنان، اي أنها معفاة من الترخيص لتملك العقارات.. اي أن العاصمة تقريباً.. مباعة».

المصدر:  www.assafir.com